المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 12, 2005

يوميات ماليزية - 12

صورة
رغم كثرة الأديان والملل والعقائد في ماليزيا، فقد ظهر هناك نبي جديد زعم انه أوحي إليه بجملة من الأوامر والزواجر والنواهي الإلهية! ولم يكن النبي الجديد سوى الشيخ اشعري محمد زعيم جماعة دار الأرقم الإسلامية. السلطات لم تتحمل هذه المزحة السمجة فأحالت القضية إلى دار الإفتاء كي تكفي نفسها مئونة التعامل مع النبي المزعوم. لكن الشيخ اشعري أصر على مزاعمه ووجد له بعض الاتباع والمريدين في أوساط البسطاء والجهال. فقررت السلطات وضعه رهن الاعتقال المنزلي إلى أن يعدل ويتوب عن آرائه الغريبة. وقبل أيام رفعت عنه السلطات العقوبة واتضح انه أصيب أثناء فترة عزله المنزلي بمرض عصبي أدى في النهاية إلى شل لسانه عن الكلام. الوحيد الذي كان يفهم إشارات الشيخ ويترجمها للصحافيين كان صديقه وناشر كتبه. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد مغادرته منزله لاول مرة منذ سنوات تجنب الشيخ الحديث عن قصة النبوة واكتفى بالقول من خلال مترجمه انه ألف أثناء فترة اعتقاله المنزلي عددا من الكتب في الفقه والشرائع كما فرغ للتو من تأليف كتاب عن السونامي أكد فيه أن سبب الكارثة يعود إلى غضب الله على البشر لامعانهم في ارتكاب الذنوب والمعاصي والآث...

يوميات ماليزية - 11

صورة
قلت لإلهام، وهو شابّ ملاوي مثقف وعلى خلق: لاحظت أن للصينيين نفوذا كبيرا هنا.. رأيناهم في الفنادق والمجمعات الكبرى يتبوّءون المناصب الإدارية العالية ويملكون الكثير من المؤّسّسات والشركات التجارية الكبيرة. فهل تحسّ بالغيرة نحوهم؟ صمت قليلا ثم قال: ولماذا نشعر بالغيرة؟ كل إنسان ميسّر لما خلق له، وهم أناس اجتهدوا وعملوا وكافحوا واستحقّوا أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه. أنا لا احسدهم على الإطلاق وان كنت أتمنى أن أحقّق بعض ما حقّقوه. ثم لا تنس أن ما أصابوه من نجاح انعكس إيجابا على تقدّم البلد وتنميته. في المساء أخذنا سائق صيني في جولة مسائية إلى المتحف الوطني والحيّ الصيني والمعبد البوذي الكبير في وسط العاصمة. ووجدتها فرصة لكي اسأله عن رأي الصينيين بأهل الملايو فقال: الغيرة موجودة وإن كانت حدّتها قد خفّت كثيرا عن السابق. واضاف: على امتداد سنوات التعايش الطويل في ما بيننا، لم يكن هناك سوى نقطة توتّر وحيدة حدثت العام 1969م. في ذلك الوقت وتحت تأثير الشعور الواهم بالغبن عند بعض إخواننا من أهل الملايو قامت جماعات منهم بمهاجمة محلات ومتاجر الصينيين في بعض المدن وأضرموا فيها النار. وأسفرت تلك الأعمال ف...

يوميات ماليزية - 10

صورة
للعرب في كوالالمبور حضور لافت، على الرغم من أنّنا لاحظنا خلوّ أكشاك الصحف في كافة المناطق التي تجوّلنا فيها من الصحف العربية. وكان من حسن الطالع أن ُنحرم ايضا من مشاهدة القنوات الفضائية العربية التي لا تبثّ عادةً سوى أنباء الكوارث وكلّ ما يجلب للإنسان الصداع والاكتئاب. إرتحنا ولو إلى حين من تهويلات الجزيرة وبلاوي الزرقاوي وسحنة ارييل شارون! في آخر يومين لنا في كوالالمبور، كان بالإمكان مشاهدة برامج قناتي السعودية وأبو ظبي. بالمناسبة، في ماليزيا ثلاث قنوات تلفزيونية محلية تبثّ بلغة الملايو، وقناة للصينيين وأخرى للهنود. لكن بالإمكان أيضا مشاهدة بثّ أرضي لقناة ديسكفري الأمريكية وكذلك قناة ناشيونال جيوغرافيك التي تبثّ برامجها مترجمةً إلى لغة الملايو. في شارع فوكيت بيتالينغ المزدحم عادةً بالمارّة والمتسوّقين خرج علينا من أحد المطاعم شاب سوري مرحّبا، وأقسم علينا بتناول القهوة في مطعمه. حكى لنا عن مشوار الغربة الطويل الذي قاده في البداية إلى بلدان أمريكا اللاتينية ثم إلى الشرق الأوسط مرةً أخرى إلى أن حطّت به الرحال أخيرا في كوالالمبور التي بدأ فيها حياة جديدة. تناولنا قهوتنا عنده وحلفت عليه بأ...

يوميات ماليزية - 9

صورة
قبل ستّة وثلاثين عاما نشر كاتب من أهل الملايو كتابا يتحدّث فيه عن اوجه العجز والقصور في عقلية الملاويين. كان الكتاب ذا طابع هجومي وكان يتضمن نقدا شديدا وقاسيا لطريقة تفكير أهل الملايو وركونهم إلى الكسل والتراخي ورضاهم بالأعمال الدنيا والأكثر جهدا كالصيد والزراعة فيما غيرهم يسيطرون على التجارة والاقتصاد وهما عصب الحياة ومفتاح النفوذ. وانتهى الكاتب إلى أن على أهل الملايو أن يغيّروا أسلوب تفكيرهم وان يشرعوا في عملية اختبار لذواتهم وهويتهم (Soul Searching)، وان يتبنوا التفكير النقدي الذي يبصرهم بعيوبهم لكي يتغلبوا على واقعهم ويؤسّسوا لانفسهم وجودا في عالم المستقبل. وهذه الأيام يثار الحديث مرة ثانية عن ذلك الكتاب وعن الجدل الذي صاحبه. وقد دعا بعض الكتّاب على صفحات الصحف إلى إعادة الاعتبار لمؤلفه الذي اتهم وقتها بالتنكّر لقومه والإمعان في جلد الذات. بعض الكتاب الاعتذاريين قالوا إن المؤلف استخدم أسلوب جلد الذات لتنبيه أهل الملايو لكي يصحوا من غفلتهم ويغيّروا واقعهم ويلتمسوا لانفسهم مكانا افضل يليق بثقافتهم وتاريخهم. اليوم وبعد ستّ وثلاثين سنة على نشر ذلك الكتاب، لا بدّ وان الملاويين يشعرون با...