المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 17, 2023

محطّات

صورة
بينما كانت أحزانه تتعمّق وأفكاره الانتحارية تزداد سوءاً، رسم فنسنت فان غوخ شجرة السرو هذه قبل أشهر من انتحاره. وفي ما بين عامي 1888 و 1890، أي خلال الفترة الأخيرة من حياته، ركّز على رسم هذه الأشجار التي يُنظر اليها كرمز للموت، ولطالما ارتبطت منذ القدم بالمقابر وبرهبة ما بعد الحياة ووفّرت موضوعا خصبا للفنّانين والشعراء. واعترافا بأشجار السرو التي رسمها فان جوخ واعتبارها رموزا مهمّة في الأعمال الفنّية، قام شاعر القرن التاسع عشر الفرنسي غابرييل أورييه بوضعها في سياق الدافع المجازيّ للرسم الرمزيّ. وصاغ أورييه ردّا وصفيّا بديعا على صور فان غوخ يقول فيه: هذه الأشجار ملتوية مثل عمالقة في معركة، كما أن ارتفاعها مأساوي وقوّتها لا تُقهر وتتحدّى الأعاصير والبرق والطبيعة الخبيثة الى الأبد." كان أورييه قريبا من فان غوخ، وقد ساعده على إدراك الرمزية المحتجبة والمروّعة لهذه الأشجار. والعديد من اللوحات التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر تقدّم شجر السرو كرمز للمرض والموت. الأشجار التي رسمها أرنولد بوكلين في لوحته المشهورة "جزيرة الموتى"، على سبيل المثال، لا تترك سوى القليل...