المشاركات

عرض المشاركات من يناير 24, 2016

وهم الهويّة

صورة
من نحن غير القصص التي نحكيها لأنفسنا عن أنفسنا ثمّ نصدّقها. - سكوت تورو ليس هناك ما هو أثقل على النفس من شخص يتفاخر بنَسَبه أو قبيلته أو مذهبه أو منطقته بطريقة عنصرية، واضعا الآخرين في مرتبة من الاحترام والإنسانية أدنى من مرتبته هو وجماعته. اعتقد أن كلّ من يؤمن بالأفكار العنصرية أو يتبنّاها في حياته وفي تقييمه أو نظرته للآخرين هو شخص جاهل وساذج، بل ويفتقر إلى ابسط درجات الثقافة والتحضّر والإنسانية. ذات مرّة عندما كنّا ندرس في الجامعة، كان هناك شخص كبير في السنّ وطيّب يعمل حارسا ويقضي معظم ساعات النهار على بوّابة الكليّة. وكان من عادته أن يسأل كلّ طالب يمرّ من أمامه عن اسمه واسم قبيلته. وبكلّ عفوية كان يعلّق على ردّ كلّ واحد منّا إمّا بالاستحسان والمدح وإمّا بإظهار الضيق والتبرّم تبعا لفكرته عن هذه القبيلة أو تلك. كان يفعل ذلك بطريقة لا تخلو من روح المزاح والتبسّط والمرح. وعندما وجّه سؤاله إلى زميل لي من نفس منطقتنا وأجابه عن اسم القبيلة قال وهو يضغط على يد ذلك الزميل بقوّة: صحيح؟ والله شرّابة دم"! كان يقصد أنهم شجعان في المعارك والحروب ولا يهابون الموت. قلت...

أصوات

صورة
ورثت حبّ الأصوات عن والدي رحمه الله. كان، كمعظم أبناء جيله، دائم الاستماع إلى الإذاعات، إمّا لمتابعة نشرات الأخبار أو لسماع آي من الذكر الحكيم بأصوات مشاهير المقرئين كمحمّد صدّيق المنشاوي وعبد الباسط عبدالصمد ومحمود خليل الحصري وغيرهم. ومع مرور الأيّام، وبحكم التقليد والاتّباع، انتقلت هذه الصفة إليّ. وحتى الآن أحبّ أن استمع إلى راديو السيّارة؛ المكان الوحيد هذه الأيّام الذي يمكنك فيه سماع المذيعين والمقرئين والمغنّين الذين ألفنا سماع أصواتهم منذ الصغر. وما أزال أحتفظ في ذاكرتي بالكثير من الأصوات الجميلة التي يصعب على المرء عادة أن ينساها. طبعا يستحيل على الإنسان نسيان صوت والده ووالدته وحتى بعض أقاربه مهما تقادم الزمن. لكن يصعب أيضا نسيان أصوات بعض المذيعين والمذيعات، خاصّة إن كان لها ارتباطات سيكولوجية أو ذهنية معيّنة. وهذه الأيّام كثيرا ما نتكلّم عن حوّاس الإبصار والشمّ والذوق واللمس ونُغفل الحديث عن حاسّة لا تقلّ أهمّية كحاسّة السمع. والسبب هو أن ثقافتنا المعاصرة بصرية في الغالب، إذ الصورة هي المهيمنة على كلّ ما عداها من وسائط. وللأسف لا يبدو الصوت مهمّا أمام طغيان و...