وهم الهويّة
من نحن غير القصص التي نحكيها لأنفسنا عن أنفسنا ثمّ نصدّقها. - سكوت تورو ليس هناك ما هو أثقل على النفس من شخص يتفاخر بنَسَبه أو قبيلته أو مذهبه أو منطقته بطريقة عنصرية، واضعا الآخرين في مرتبة من الاحترام والإنسانية أدنى من مرتبته هو وجماعته. اعتقد أن كلّ من يؤمن بالأفكار العنصرية أو يتبنّاها في حياته وفي تقييمه أو نظرته للآخرين هو شخص جاهل وساذج، بل ويفتقر إلى ابسط درجات الثقافة والتحضّر والإنسانية. ذات مرّة عندما كنّا ندرس في الجامعة، كان هناك شخص كبير في السنّ وطيّب يعمل حارسا ويقضي معظم ساعات النهار على بوّابة الكليّة. وكان من عادته أن يسأل كلّ طالب يمرّ من أمامه عن اسمه واسم قبيلته. وبكلّ عفوية كان يعلّق على ردّ كلّ واحد منّا إمّا بالاستحسان والمدح وإمّا بإظهار الضيق والتبرّم تبعا لفكرته عن هذه القبيلة أو تلك. كان يفعل ذلك بطريقة لا تخلو من روح المزاح والتبسّط والمرح. وعندما وجّه سؤاله إلى زميل لي من نفس منطقتنا وأجابه عن اسم القبيلة قال وهو يضغط على يد ذلك الزميل بقوّة: صحيح؟ والله شرّابة دم"! كان يقصد أنهم شجعان في المعارك والحروب ولا يهابون الموت. قلت...