بين شعورين
"المزاج العام تغيّر كثيرا. والحزن أصبح سمة غالبة". كثيرا ما أسمع هذه العبارة، وأكيد أن الكثيرين غيري سمعوها. وأعتقد ان هذا التشخيص للمزاج الاجتماعي العام غير بعيد تماما عن الحقيقة. حتى ضحكات الناس تحسّ أحيانا انها لا تأتي من القلب. صحيح أن الحزن يداهمنا من حين لاخر لكنه حزن عابر قد يدوم لبعض الوقت ثم لا يلبث أن يزول. لكني اتحدّث عن نوع آخر من الحزن يدوم ويبقى فترة أطول. ربّما يكون ما حدث من انهيار في سوق الاسهم قد أثر في الناس وزاد من إحساسهم بالاحباط وخيبة الامل، خاصة أن لا شئ تغيّر ووضع السوق باق على حاله الذي لا يسرّ بعيدا او قريبا. وقد سمعت مؤخرا أناسا يعبّرون عن قلقهم من المستقبل، إذ بالرغم من الارتفاع الكبير والمستمر في أسعار النفط فإن معاناة الناس مستمرّة مع ارتفاع ايجارات المساكن بشكل جنوني ومع ازدياد أسعار المستلزمات المعيشية وما يلحق بها من رسوم وضرائب وفواتير وخلافه. وعلى ذكر الايجارات، من يصدّق مثلا ان شقّة من أربع غرف في بعض المدن يمكن ان تبلغ تكلفتها ثلاثين الفا سنويا وأحيانا أكثر؟! وهناك هذه الايام من يقول انه يتعيّن الان إعادة النظر في تعريف من هو الفقير. فالف...