المشي مع التيّار
تُعرّف عقلية القطيع على أنها ميل الأغلبية لأن يَتْبعوا، دون تفكير أو تساؤل أو مقاومة، رأي مجموعة صغيرة من الناس. والدراسات العلمية التي تناولت هذه الظاهرة تشير إلى أن الانقياد للحشد أو الجماعة هو سمة إنسانية غريزية. وطوال تاريخ الإنسان، كانت هناك مؤسّسات وأعراف راسخة تغذّي هذه العقلية وتكرّسها. تأمّل، مثلا، كيف أن شعوبا بأكملها انقادت لزعماء غامضين لسبب ما، جيّدا كان أم سيّئا. هتلر، مثلا، لم يكن محبوبا من جميع الألمان ولم يكن الألمان كلّهم أعضاءً في حزبه النازيّ. لكنه استطاع التأثير في أغلبيّتهم الذين تبعوه عندما حاول إخضاع أوربّا وخاض من اجل ذلك حروبا كارثية تسبّبت في موت عشرات الملايين من البشر ودمّرت أوطانا بأكملها. في الجيوش يُعلَّم الجند أن يكونوا منصاعين ومتماثلين، يلبسون نفس اللباس ويتّخذون نفس المظهر وحتى نفس طريقة المشي. كما أن على كلّ جنديّ أن يفعل ما يُطلب منه بشكل أعمى وألا يشكّك في رأي قادته. ولهذا السبب يوصف الجنود بالأبطال ويُعطََون البنادق والرصاص ويُشجَّعون على أن يقتلوا الآخرين. في الحرب العالمية الثانية، سُئل بعض الجنود عن أسباب إيغالهم في القتل، فقال...