الجمال في عين الناظر
على مدى سنوات، فُتنت بالعديد من اللوحات الفنّية التي منحتني المتعة والبهجة لدرجة أننا أصبحنا، مع مرور الوقت، أصدقاء. وصار من عادتي أن اخصّص بعض الوقت الذي يتوفّر لي في تأمّل لوحاتي المفضّلة. وبإمكاني القول إن هناك على الأقلّ أربعة أعمال فنّية استطاعت أن تبهرني وتملك كلّ حواسّي. بعضها سأتحدّث عنه هنا بشيء من التفصيل. والبعض الآخر اعتقد انه لا يحتاج لتفصيل أو مزيد شرح. يكفي أنها تروق للعين وتمتّع الحواسّ. أوّل تلك الأعمال هي لوحة أشجار الحور للرسّام الفرنسي كلود مونيه. هذه اللوحة كانت وما تزال إحدى اللوحات المفضّلة لديّ منذ رأيتها لأوّل مرّة قبل سنوات بعيدة. وقد رسم مونيه عدّة لوحات عن نفس الموضوع في أوقات وحالات جوّية مختلفة. رأيت هذه اللوحة لأوّل مرّة في احد غاليريهات لندن. كان هناك محاضر يتحدّث عن اللوحة بينما التفّ حوله مجموعة من التلاميذ الصغار. وقد توقّفت وجلست استمع إلى شرح المحاضر الذي كان يتحدّث عن مونيه وكيف انه استطاع أن يمسك في هذه اللوحة بتوتّر الطبيعة بطريقة رائعة ومعبّرة. هل كان هذا هو السبب الذي دفع مونيه لأن يرسم تلك الأشجار مرّة بعد أخرى؟ ليست لديّ مشكلة في أن يعيد فنّ...