محطّات
زجاج النافذة من اكبر الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الإنسان أن ينظر إلى الناس والأشياء من خلال عيون الآخرين، ومن ثمّ يكوّن تصوّراته وقناعاته بناءً على ما يقوله الآخرون ويفعلونه لا على ما يراه هو ويعتقده. كنت أتحدّث مع زميل منذ أيّام عن بعض شئون ومشاكل العمل. وأثناء الحديث جاء على سيرة زميل ثالث فوصفه بأنه إنسان متعال وأنانيّ ومتغطرس. قلت له: هل تعرف الرجل عن قرب؟ قال: سبق لي أن تعاملت معه مرّة أو مرّتين. قلت له: حسنا، هل تثق في حكمي على الآخرين؟ قال: نعم. قلت: هذا الرجل الذي تتحدّث عنه أعرفه تمام المعرفة. ومن خلال علاقتي به، لم أرَ منه إلا كلّ خير. بل لا أبالغ إن قلت انه من خيرة الناس الذين التقيتهم وعرفتهم. وكون انك تعاملت معه مرّة أو مرّتين لا يعطيك الحق في أن تُصدر عليه حكما متسرّعا وناجزا فتظلمه وتظلم نفسك". قال: أنا لا اظلمه. تخيّل أن أحدا من زملائه لا يحبّه ولا يضمر له أيّ نوع من الودّ". قلت: من الخطأ أن تحكم على إنسان من خلال ما يقوله الآخرون الذين قد يكونون عرضة للتحامل والأهواء. وأخشى انك عندما تعاملت معه كنت واقعا مسبقاً تحت تأثير ما سمعته عنه. هؤلاء الأشخاص...