تأمّلات وأفكار
تأمّل صامت في ذلك الصباح، كان البحر هادئا جدّا لدرجة انك كنت تستطيع رؤية انعكاسات النجوم المتلألئة فوق صفحة الماء الساكنة. لم يكن الفجر قد بزغ بعد. وعندما لاحت الشمس فوق الأفق، تسلّلت أشعّتها الذهبية عبر سماء صافية إلا من بضع غيمات متناثرة هنا وهناك. وأنت تتأمّل المكان يغمرك سكون عظيم. من الغريب حقّا أن تشعر بمثل بهذا الهدوء الهائل. "تشعر" ليست الكلمة المناسبة هنا. إن نوعية ذلك الصمت، السكون، لا يشعر بها الدماغ. إنها ابعد منه. يمكن للدماغ أن يتصوّر، أن يخطّط، أن يفكّر. لكنّ هذا السكون خارج نطاق العقل ويتجاوز كلّ خيال ويسمو فوق كلّ رغبة. أنت ساكن جدّا لدرجة أن جسدك يصبح جزءا من الأرض، جزءا من كلّ شيء ساكن. وعندما هبّت نسمات عليلة من جهة التلال، أثارت بعض أوراق الشجر. لكنّها لم تبدّد السكون أو تخفّفه. وأنت تشاهد هذا البحر الساكن اللانهائي، تصبح جزءا من كلّ شيء، تصبح كلّ شيء. ومرّة أخرى، "أنت" ليست كلمة مناسبة، لأنك في الواقع لم تكن هناك، لم يكن لك وجود. لم يكن هناك سوى ذلك السكون، الجمال، الصفاء، والإحساس غير العاديّ بالحبّ. كلمات "أنا وأنت" تباعد بين الأشيا...