مدينة فوق تلّ
لماذا رسم إل غريكو مدينته "طليطلة" بهذه الطريقة المخيفة والمؤرّقة؟ ترى، هل كان يرسم ظاهرة طبيعية نادرة؟ ما سرّ الإحساس بالضيق والاختناق الذي يبعثه منظر المدينة في اللوحة؟ لماذا تعمّد الرسّام أن لا تتضمّن اللوحة صورا لبشر؟ هل من علاقة للوحة بمحاكم التفتيش وحملات التعذيب والقتل التي تعرّض لها المسلمون واليهود في اسبانيا آنذاك؟ ما الفكرة التي يحاول إل غريكو إيصالها إلينا من وراء أربعة قرون؟ "برايان اورد" يناقش هذه الأسئلة وغيرها في تحليله للوحة إل غريكو "منظر لـ طليطلة".. وأنا أنظر إلى لوحة إل غريكو منظر لـ طليطلة ، تذكّرت السطر الأول من حوار ورد في رواية قلب الظلام لـ جوزيف كونراد. "قال مارلو فجأة: انظر! هذا هو أكثر الأماكن إظلاما وعتمة على وجه الأرض". إل غريكو لا يقصد أن يخيفنا. بعد أربعمائة عام، ما تزال نواياه غير معروفة. لكن يمكن أن نقول بما يشبه اليقين انه لم يرسم هذه الرؤية لمدينته التي حقّق فيها أعظم نجاحاته الفنية والمالية كي يثير في الناظر شعورا بالرعب. كانت طليطلة مدينة جيّدة بالنسبة لـ إل غريكو. ومن المؤكّد أنه كان ينوي ردّ بعض الجم...