خواطر في الأدب والفن
في كتابه "ليفيثان"، بدأ توماس هوبز بتخيّل عالم بلا حكومات وصاغ مصطلح "حالة الطبيعة" لوصف حالة من الفوضى تغيب فيها السلطة السيادية. وقد افترض أنه في حالة الطبيعة، يكون الجميع متساوين في قدرتهم على قتل بعضهم البعض وأن حياتنا هذه "منعزلة وفقيرة وشرّيرة ووحشية وقصيرة". إنها "حرب كلّ إنسان ضدّ الآخرين"، كما قال. وعلى الرغم من مساهماته المهمّة في الفلسفة السياسية، فإن عدم ثقة هوبز في الطبيعة البشرية وآرائه المؤيّدة للمِلكية محلّ نزاع واسع. كما أن فكرته القائلة بأن البشر أشرار بطبيعتهم تتجاهل تعقيد الطبيعة البشرية. فحتى الأطفال حديثي الولادة لوحظ أنهم يتمتّعون بحس التعاطف والمعاملة بالمثل. كما يتجاهل هوبز إمكانية تطوّر الأخلاق البشرية على أساس البيئة التي ينشأ فيها الناس. لكن فلسفة جون لوك تتبنّى وجهة نظر متفائلة بشأن الطبيعة البشرية. فهو مثلا يعتقد أن البشر يتمتّعون بالأخلاق والحقوق في حالات الطبيعة، ولكن الصراعات تنشأ عندما تنتهك تصرّفات شخص ما حقوق شخص آخر. وبالتالي، يحتاج الناس إلى الحكومات لحماية حقوقهم، وليس لحماية أنفسهم من بعضهم البعض...