المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس 31, 2025

نصوص مترجمة

صورة
لست من الذين يقلقون بشأن كلّ شيء. مثل هؤلاء تجدهم حولك وفي كلّ مكان. يتجوّلون في البلاد طوال اليوم، في كلّ دقيقة من اليوم. قلقون بشأن كلّ شيء. قلقون بشأن الهواء، بشأن الماء، بشأن التربة، قلقون بشأن المبيدات الحشرية والمُضافات الغذائية والموادّ المسرطِنة. أكثر من 90 بالمائة من جميع الأنواع التي عاشت على هذا الكوكب انقرضت. لم نقضِ عليها نحن، بل اختفت فحسب. هذا ما تفعله الطبيعة. ويوميّا يختفي 25 نوعا. أعني أنه بغضّ النظر عن سلوكنا وكيفية تصرّفنا على هذا الكوكب، فإن 25 نوعا موجودة اليوم ستختفي غدا. دعوها ترحل بسلام. دعوا الطبيعة وشأنها. "أنقذوا الأشجار، أنقذوا النحل، أنقذوا الحيتان، أنقذوا المسامير"! ماذا؟ هل يخدعنا هؤلاء الملاعين؟ إنقاذ الكوكب؟! لا نعرف حتى كيف نعتني بأنفسنا. لم نتعلّم كيف نهتم ببعضنا البعض، فهل سننقذ الكوكب اللعين؟! لقد سئمت من هذا الهراء، سئمت من يوم الأرض اللعين، سئمت من هؤلاء المدافعين عن البيئة المتغطرسين، هؤلاء الليبراليين البرجوازيين البيض! لا يوجد أيّ عيب في الكوكب. الكوكب بخير. بالمقارنة مع البشر، الكوكب بخير. لقد كان هنا منذ أربعة مليارات...

خواطر في الأدب والفن

صورة
في كتابه بعنوان "نيتشه: حياة حرجة"، يتناول رونالد هايمان حلما رآه الفيلسوف الألماني في منامه في وقت مبكّر من حياته. وينقل عن نيتشه قوله: سمعت موسيقى الكنيسة تعزف في جنازة. وعندما نظرت لأتحقّق مما يحدث، رأيت قبرا ينفتح فجأة ويخرج منه والدي المتوفّى ملفوفاً في كفن. ثم سارع أبي إلى الكنيسة وعاد ومعه طفل صغير يُمسك به من ذراعه. رأى نيتشه ذلك الحلم في الخامسة من عمره، في نهاية يناير عام 1850، بعد ستّة أشهر من وفاة والده، القسّ اللوثري، من مرض لِين الدماغ المزمن والمؤلم. ويستمرّ نيتشه في وصف ما حدث: في الصباح أخبرت امّي عن الحلم. وبعد فترة وجيزة، مرض شقيقي الصغير جوزيف فجأة وعانى من تشنّجات قوية ومات خلال بضع ساعات." هذا الحلم، وغيره من أحلام نيتشه التي يرويها هايمان في كتابه، سبقت ظهور فلسفة نيتشه بسنوات. وهو يعبّر عن تقدير عميق للقوّة المرعبة للا وعي والشعور المأساوي بالمصير والموت والانفتاح على رؤى من مصادر المعرفة "غير العقلانية". ويتحدّث هايمان عن كيف شكّلت تجارب نيتشه المبكّرة مع الأحلام الوقود الذي فجّر إبداعه الفلسفي فيما بعد. في عام 1870، وكأ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
وصل ناسكان مسافران إلى نهر حيث التقيا بامرأة. وخوفا من أن يجرفها التيّار، سألتهما إن كان بإمكانهما حملها كي تعبر النهر. فتردّد أحدهما، لكن الآخر وافق وحملها على كتفيه وعبر بها النهر ثم أنزلها على الضفّة الأخرى. وشكرته المرأة على صنيعه وانصرفت. وبينما واصل الناسكان طريقهما لساعات، كان أحدهما غارقا في التفكير والهم. ولم يستطع كتم صمته فقال لرفيقه: يا أخي، تُعلّمنا تربيتنا الروحية أن نتجنّب أيّ احتكاك بالنساء، لكنك حملت تلك المرأة على كتفك!" فأجابه الناسك الثاني: لقد حملتها لساعة ثم وضعتها على الجانب الآخر من النهر. لماذا ما تزال أنت تحملها بعد كلّ هذه الساعات"؟! هذه القصّة على بساطتها تحمل رسالة جميلة عن عيش اللحظة. كم مرّة حملنا آلام الماضي، ومعها الشعور بالاستياء، بينما الشخص الوحيد الذي نؤذيه حقًا هو أنفسنا. جميعنا نمرّ بأوقات في حياتنا، حيث يقول لنا الآخرون كلاما غير لائق أو يتصرّفون معنا بطريقة مؤذية. والتوقّف عند هذا كثيرا يُثقل كاهلنا ويستنزف طاقاتنا. والأفضل أن نتخلّى عمّا لم يعد يفيدنا ونركّز على اللحظة الراهنة، لأن "الآن" هو كلّ ما نملكه. لقد خال...