محطّات
عندنا وعندهم منذ أيّام بثّت إذاعة البي بي سي حديثا مع مواطن عربيّ يعيش في بريطانيا قال فيه: أنا أعيش في هذه البلاد منذ ثلاثين عاما، وطوال هذه الفترة لم يسألني أحد من سكّان هذا البلد عن ديني على الإطلاق ولا عن مذهبي أو أصلي و فصلي! وفي مسجد "ريجنت بارك" ما أكاد أتعرّف على أحد من إخوتي المسلمين هناك حتى يسألني إن كنت سنّيا أو شيعيا، وهو يتّخذ موقفه منّي بحسب إجابتي عن سؤاله! وأضاف: ابني الذي يدرس في المدرسة الإنجليزية وعمره سبع سنوات تصادف أن قدّموا له مع زملائه طعاما يحتوي على لحم الخنزير لكنه رفض أن يأكل. فبادرت المعلّمة إلى الإلحاح عليه أن يتناول طعامه كبقيّة زملائه دون أن تعرف دينه، لكنه رفض وبكى! وفي اليوم التالي وبعد أن تبيّن للمدرّسة خطؤها أرسلوا اليّ في البيت خطابا من إدارة المدرسة يعتذرون فيها عن سوء الفهم الذي حدث ويؤكّدون على احترامهم للقوانين الإسلامية ويتعهّدون بعدم حدوث ذلك مرّة أخرى. انتهى كلام المواطن المسلم الذي يعيش في "بلاد الكفر". والسؤال: ترى كم يلزمنا من السنوات كي تصل مجتمعاتنا إلى بعض ما وصلت إليه مجتمعات الآخرين من تحضّر وتسامح و...