المشاركات

عرض المشاركات من مارس 23, 2025

حياة أخرى

صورة
تنقل الكاتبة الصينية "سان ماو" عن بوذا قوله: يجب على شخصين أن يعيشا مائة حياة ليلتقيا في نفس القارب، وعليهما أن يعيشا ألف حياة لينتهي بهما الأمر إلى أن يصبحا زوجا وزوجة". كتاب سان ماو "حكايات من الصحراء" يشبّهه بعض النقّاد بكتاب" ألف ليلة وليلة" بسبب تأثيره على آلاف القرّاء في أماكن كثيرة من العالم. وهو عبارة عن مجموعة من الانطباعات الشخصية لامرأة صينية تتناول فيها قصّة زواجها من رجل إسباني ومغامراتهما في الصحراء الكبرى أو ما كان يُعرف في السبعينات بالصحراء الإسبانية. تقول الكاتبة في مستهلّ الكتاب أنها قرأت ذات يوم في أوائل سبعينات القرن الماضي مقالاً مصوّرا عن الصحراء الكبرى، وأدركت أنها يجب أن تذهب إلى هناك. وكتبت: لم أستطع أن أفهم الشعور بالحنين الذي أحسست به والذي لا يمكن تفسيره تجاه تلك الأرض الشاسعة وغير المألوفة. بدت لي كصدى من حياة سابقة". وفي عام 1973، في سنّ الثلاثين، سافرت سان ماو بالفعل لتحطّ الرحال أخيرا في "العيون" عاصمة الصحراء التي طالما حلمت بها. وبعد وقت قصير، التقت شخصا اسبانيّاً يُدعى خوسيه. وعندما اك...

روح النوروز

صورة
ذات يوم، عندما كانت الأرض في بداية شبابها والآلهة ما يزالون يتجوّلون بين البشر، كان هناك ملك أسطوريّ عظيم يُدعى جمشيد. كان ملكا على بلاد فارس. وكان له أسلاف حكموا من قبله، لكن لم يجلب أيّ منهم السلام والرخاء للمملكة. وكان جمشيد رجلاً يتمتّع بطموح ورؤية لا مثيل لهما. ومنذ بداية حكمه، شرع في جعل بلاد فارس منارة للتقدّم والحضارة. وفي عهده، أصبحت تلك البلاد أرضا للعجائب. وأمر ببناء قصور رائعة تلتمع مثل الجواهر في ضوء الشمس، وامتلأت مدنه بالحدائق التي تتفتّح فيها الزهور من كلّ نوع. لكن عظمته لم تقتصر على العالم المادّي. فقد كان جمشيد أيضا معلّما في العالم الروحي، وكانت لديه موهبة استشفاف المستقبل وفهم قوى الطبيعة. وبينما كان جمشيد ينظر إلى النار المقدّسة في معبده طالبا التوجيه من الآلهة، استحوذت عليه رؤيا صوفية غامضة. فقد رأى الأرض تدور دورة عظيمة، والفصول تدور في تكرار لا نهاية له، وكلّ منها يجلب الحياة والموت بنفس القدر. ورأى أنه كما تتجدّد الأرض كلّ ربيع، يمكن أيضا تجديد قلوب وأرواح أفراد شعبه. وهمست الآلهة لجمشيد بأن يستحدث يوما في السنة الفارسية يكون احتفالاً بالحياة وال...

خواطر في الأدب والفن

صورة
لم يكن كونفوشيوس مهتمّا كثيراً بموضوع الأشباح في كتاباته. ويسجّل كتابه "المحاورات" أنه لم يناقش قَط الأمور غير العادية ومآثر القوّة والفوضى والكائنات الروحية. ومع ذلك، ووفقاً لممارسات عبادة الأجداد الكونفوشية، كان من المهم ضمان موت الشخص موتاً طيّباً وطبيعياً، وأن يتولّى أحفاده العناية بمتطلّباته بعد وفاته على النحو اللائق. وفي هذه الحالات، يصبح الشخص "سلَفاً" على مذبح العائلة بدلاً من أن يكون شبحاً. ولا يتحوّل إلى أشباح سوى أولئك الذين يموتون موتاً سيّئاً، أي في حرب أو بعيداً عن أرض الوطن. وكان هذا مقصودا. فالعبادة الكونفوشية للأسلاف هي عبادة أبوية بحتة، أي أن المرأة لا تستطيع كسب مكان على مذبح الأسرة إلا كزوجة أو أم. وفي هذه الحالة، فإن أيّ فتاة تموت دون زواج ستتحوّل بالتأكيد إلى شبح، لأنها "دخيلة" ولا يمكنها أن تدّعي أن لها أحفادا يعتنون بشؤونها بعد وفاتها. وهذا يفسّر غلبة الأشباح الأنثوية في الأدب الصيني. ❉ ❉ ❉ احتفظ دائما بكوابح على لسانك، قل أقلّ ممّا تعتقد واحرص على أن يكون صوتك منخفضا ومقنعا. وتذكّر أن الطريقة التي ت...