المشاركات

عرض المشاركات من أبريل 20, 2025

القدّيسة المنتقمة

صورة
في بدايات العصور الوسطى، سيطر الڤايكنغ على طرق التجارة الروسية وزوّدوا أوروبّا الغربية بالفضّة الإسلامية لقرنين من الزمان. ووفقاً لبعض المؤرّخين، قبلت مجموعة من الڤايكنغ بقيادة أمير حرب يُدعى ريوريك دعوةً من اتّحاد القبائل السلاڤية والفنلندية "للحضور وتولّي الحكم عليهم". كان السلاڤ والفنلنديون في حالة حرب فيما بينهم، واحتاجوا إلى طرف محايد لإحلال السلام والنظام في بلدهم. وفي عام 862، وصل ريوريك وعشيرته إلى شمال غرب روسيا وأقاموا قواعد لسلطتهم في عدّة مدن. وبحلول عام 879، استولى أوليغ، أحد أفراد عشيرة ريوريك، على كييڤ معلناً أنها ستكون "أمّ المدن الروسية". أمضى أوليغ وخليفته إيغور ولايتهما في إخضاع القبائل الواقعة على طول منابع الأنهار الرئيسية، فأخضعوا كلّ قبيلة لنظام جباية ضرائب بدائي، حيث كان أمراء كييڤ يجمعون "الجزية" على شكل فراء وشمع وعسل وعبيد من مختلف القبائل. وكانت الغنائم تُرسل إلى كييڤ، حيث تُحزم في زوارق كبيرة مصنوعة من جذوع الشجر وتُنقل كلّ ربيع عبر نهر الدنيبر إلى البحر الأسود. كانت الوجهة النهائية للأسطول التجاري هي القسطنطينية، ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
كيف انتقل الناس، في فترة زمنية قصيرة نسبيّا، من الشعور برعب حقيقي من الجبال إلى شعور بالنشوة في المرتفعات الجبلية الشاهقة؟ وكيف انتقل الشعراء من وصف الجبال بـ "الأورام والبثور" إلى استخدام تشبيهات إيجابية للجبال واعتبارها من تجليّات المجد الإلهي؟ تذكر مارجوري نيكلسون في كتابها "من كآبة الجبال إلى مجدها" أن معظم الشعراء الذين تغنّوا بالجبال لم يفعلوا ذلك عن تجربة شخصية، بل ربّما كان تأثّرا بروح العصر الذي عاشوا فيه. ومن هؤلاء الشعراء الرومانسيون الذين نظروا الى الجبال بمزيج من مشاعر الرهبة والافتتان. وبالنسبة للشعراء والكتّاب الإنغليز في القرن السابع عشر، كانت الجبال عبارة عن نتوءات قبيحة تشوّه الطبيعة وتهدّد تناسق الأرض، كما كانت رموزا لغضب الله. لكن بعد أقلّ من قرنين من الزمان، تغنّى الشعراء الرومانسيون بجمال الجبال وارتفاعاتها الشامخة التي تسمو بالروح البشرية الى النشوة الإلهية. وتتناول المؤلّفة النهضة الفكرية في نهاية القرن السابع عشر التي أحدثت تحوّلا في النظرة الى الجبال من كونها عنصرا لا يجلب الا الكآبة والحزن الى عنصر يذكّر بسموّ الله وجلاله. ...

شبَكة بينيلوبي

صورة
في لوحة "بينيلوبي والخاطبون"، يصوّر الفنّان جون وليام ووترهاوس مشهدا داخليّا لمنزل في إيثيكا القديمة باليونان، حيث تجلس "بينيلوبي" زوجة أوديسيوس، مرتديةً ملابس حمراء أمام نولها. وتظهر معها خادمتان تساعدانها في نسجها، كلّ منهما ترتدي لباسا زاهي الألوان. وبينيلوبي تدير ظهرها لنافذتين مفتوحتين يطلّ منهما مجموعة من الرجال الذين يتنافسون على كسب ودّها للزواج منها. وأربعة من هؤلاء يقدّمون لها قيثارة وباقة زهور وصندوق مجوهرات وقلادة عنق. ترى ماذا يفعل المرء بعد غياب عشرين عاما عن موطنه وبيته؟ أوديسيوس، زوج بينيلوبي، قضى عشر سنوات مشاركا في حصار طروادة وعشرا أخرى في تجواله. هل يقضي ليلته الأولى بعد عودته في النوم مع زوجته أم في سرد قصّة رحلاته الطويلة عليها؟ طلبَ أوديسيوس مشورة الإلهة أثينا، فنصحته بكلا الأمرين ومنحته وقتا طويلا ولم تكن هناك ليلة كتلك من قبل. النظر إلى الحياة البشرية بعيني رجل يحاذر الوقوع في المخاطر أمر مأساوي. لكن النظر إلى الحياة بعيني آلهة جبل الأوليمب لا يخلو من لمسة فكاهية. ومن بين جميع الشعراء، استطاع هوميروس أن يرى الأمر من كلا الزاويت...