القدّيسة المنتقمة
في بدايات العصور الوسطى، سيطر الڤايكنغ على طرق التجارة الروسية وزوّدوا أوروبّا الغربية بالفضّة الإسلامية لقرنين من الزمان. ووفقاً لبعض المؤرّخين، قبلت مجموعة من الڤايكنغ بقيادة أمير حرب يُدعى ريوريك دعوةً من اتّحاد القبائل السلاڤية والفنلندية "للحضور وتولّي الحكم عليهم". كان السلاڤ والفنلنديون في حالة حرب فيما بينهم، واحتاجوا إلى طرف محايد لإحلال السلام والنظام في بلدهم. وفي عام 862، وصل ريوريك وعشيرته إلى شمال غرب روسيا وأقاموا قواعد لسلطتهم في عدّة مدن. وبحلول عام 879، استولى أوليغ، أحد أفراد عشيرة ريوريك، على كييڤ معلناً أنها ستكون "أمّ المدن الروسية". أمضى أوليغ وخليفته إيغور ولايتهما في إخضاع القبائل الواقعة على طول منابع الأنهار الرئيسية، فأخضعوا كلّ قبيلة لنظام جباية ضرائب بدائي، حيث كان أمراء كييڤ يجمعون "الجزية" على شكل فراء وشمع وعسل وعبيد من مختلف القبائل. وكانت الغنائم تُرسل إلى كييڤ، حيث تُحزم في زوارق كبيرة مصنوعة من جذوع الشجر وتُنقل كلّ ربيع عبر نهر الدنيبر إلى البحر الأسود. كانت الوجهة النهائية للأسطول التجاري هي القسطنطينية، ...