مدن في البال
يُؤثر عن الكاتب الأرجنتينيّ بورخيس قوله ذات مرّة: لو خُيّرت أن أسافر إلى مدينة واحدة في هذا العالم، لما اخترت سوى نيشابور. فهذه المدينة تختزل العالم كلّه في مكان واحد". وكلام بورخيس له ما يبرّره. فهذه المدينة ظلّت ولمئات السنين مركزا للعلم والاستنارة والإشعاع الدينيّ والثقافيّ ومثالا على التعدّدية والتنوّع. كما أنها مسقط رأس الشاعر عمر الخيّام الذي ولد فيها عام 1047 ويقع قبره اليوم وسط حديقة غنّاء غير بعيد عن وسط المدينة. وعلى بعد خطوات من الضريح يقوم مرصد فلكيّ سُمّي على اسمه. ومن أشهر شخصيّاتها الأخرى الرسّام المشهور كمال الملك الذي عمل رسّاما للبلاط خلال حكم الملك القاجاري نصر الدين شاه. ونيشابور هي أيضا مسقط رأس فريد الدين العطّار، أحد أشهر الشعراء الصوفيين وصاحب كتاب "منطق الطير". اسم نيشابور يعني المدينة الطيّبة. والاسم مشتقّ من اسم مؤسّسها الملك الساسانيّ شابور وكانت مقرا لإقامته زمن الفتح العربيّ في القرن السابع الميلادي. وهي تقع في إقليم خراسان، وكانت في الماضي الغابر محطّة مهمّة على طريق الحرير. كما اتخذها طغرل بيك، أوّل ملوك السلاجقة، مقرّا لح...