المشاركات

عرض المشاركات من يناير 8, 2017

فانتازيا هروبية؟

صورة
قد لا تحبّ هذه اللوحة، لكن هذا ليس مهمّا، لأن الذوق الشخصيّ لا علاقة له بما إذا كانت الصورة فنّا أم غير ذلك. وما ينطبق على الرسم ينطبق على الأدب. من يهتمّ مثلا إذا كنت لا تحبّ "هاملت"، تلك المسرحية التي يتّفق معظم الناس على أنها أدب عظيم. وهذا يجرّنا إلى السؤال: هل هذه اللوحة فنّ عظيم؟ الواقع أنها إحدى أشهر اللوحات الفنّية من العصر الفيكتوري، بل ربّما كانت أشهر من فريدريك ليتون، الفنّان الذي رسمها. وهي ما تزال مفضّلة في البوسترات وفي صالات الجلوس في البيوت وغرف الانتظار. بل إن مجلّة فوغ النسائية المشهورة وضعت غلافا لها قبل فترة يحمل صورة عارضة أزياء اسمها جيسيكا تشاستين تأخذ وضعية المرأة في اللوحة وطريقة لباسها. بإمكانك أن تقول إن اللوحة عمل مثير للجدل. لكن الآراء حولها منقسمة، بعض الناس يحبّها كثيرا والبعض الآخر يعتبرها فنّا مضحكا. لكن ينبغي أن نفهم جاذبيّتها. الذين يحبّون اللوحة، ترى ما الذي يحبّونه فيها؟ شفافيّتها، طيّات الملابس، اللون الأرجوانيّ، أم المرأة النائمة التي تأخذ شكل زهرة، أم الوهج البرتقاليّ الذي يلفّها ويلقي بلمعانه على وجهها وذراعيها، أ...

طرقات عبّاس كيارستمي

صورة
من مسافة بعيدة، يقف عبّاس كيارستمي بنظاراته الداكنة وملابسه الأنيقة وسط أعماله الفنّية ساكنا متأمّلا: طبيعة من الأشجار العارية المنحوتة التي تمثل غابة منعزلة، تباين حادّ بين فراغات بيضاء واسعة يمكن للعين من خلالها أن تتجوّل بحرّية، صمت مطبق. صورة كيارستمي تخيّم مثل لقطة طويلة تملأ كامل الشاشة حيث تندمج كافة التفاصيل في صورة واحدة: رجل يأخذ هيئة طريق مفتوح لا يلبث أن يختفي في أفق بعيد، هو الحياة نفسها. خلال أكثر من أربعين عاما، كانت أعمال كيارستمي تمثّل السينما الشعرية للحياة والناس. كان يوظّف في أفلامه أسلوبا متميّزا مع مشاهد تتدفّق باتجاه نهر من الأحداث المتكشّفة وغير المتوقّعة، مع توتّرات ضمنية تنهار فيها الخطوط التي تفصل الواقع عن الخيال. الأسلوب البسيط لأفلامه كان يصوّر الحبكات البطيئة التي يحاكي فيها الفنّ الحياة بتأثيرات صامتة ومنوّمة. كانت أفلام كيارستمي دليلا على الحياة وهي تمرّ وتتحرّك إلى الأمام عبر مسارات متلاشية تذكّرنا بموتنا الذي لا مفرّ منه وبلحظات وجودنا القصيرة في عالم واسع من الطرقات والدروب التي لا تنتهي. المشهد الأخير من فيلمه "الريح ستحملنا...