المشاركات

عرض المشاركات من مايو 14, 2017

نصف الكأس المملوء

صورة
في الكثير من الأحيان، نشغل أنفسنا بالتفكير في الأشياء التي تنقصنا في هذه الحياة. وفي غمرة لهاثنا اليوميّ لتأمين المستقبل، يفوتنا أن نتوقّف ونفكّر في الأشياء الثمينة التي بحوزتنا فعلا والتي تستحقّ أن نتذكّرها ونشكر الله عليها ونقدّرها حقّ قدرها. تذكّر، مثلا، انك ما تزال على قيد الحياة وأنك أمضيت يومك دون مشاكل أو منغّصات. وتذكّر انك حتى هذه اللحظة تمكّنت من أن تقطع شوطا بعيدا من حياتك دون أن تعاني من مرض خطير أو تمرّ بظرف تحسّ معه باليأس أو العجز. وتذكّر انك تمكّنت من تعلّم الكثير من الأشياء المفيدة والنافعة على مرّ السنوات التي انقضت من عمرك. وتذكّر أن ثمانين بالمائة من أعضاء جسمك ما تزال تعمل وتؤدّي وظائفها بكفاءة تقريبا، منذ اليوم الذي ولدت وحتى هذه اللحظة. وتذكّر أنك ما تزال قادرا على أن تحصل على ماء نظيف وطعام جيّد ومأوى آمن، بينما العالم من حولك يعاني من المجاعات والحروب وندرة الموارد. وتذكّر أن كلّ إنسان، بلا استثناء، ارتكب العديد من الحماقات والأخطاء، ربّما أكثر بكثير ممّا ارتكبته أنت. وتذكّر أن العديد من الناس الذين تحبّهم ويحبّونك ما زالوا على قيد الحياة ...

عن الحبّ وقدرة الفنّ على التذكّر

صورة
في روايتها القصيرة "ليديا كاسات تقرأ جريدة الصباح"، تأخذ الكاتبة والأكاديمية هارييت تشيسمان القارئ إلى ركن صغير وغير منظور من تاريخ الفنّ. والرواية تؤرّخ لأفكار ومشاعر ليديا كاسات عندما كانت تجلس أمام شقيقتها الرسّامة ميري كاسات لترسمها في باريس في نهايات القرن التاسع عشر. الرواية المسمّاة على اسم إحدى لوحات ميري لشقيقتها تبدأ في عام 1878. عائلة كاسات، الغنيّة والقادمة من ولاية بنسلفينيا الأمريكية للعيش بشكل دائم في باريس، تتألّف من الأب والأمّ والبنتين ميري الرسّامة وليديا المصابة بمرض مزمن في الكلى. وليديا تجلس الآن أمام ميري لترسم لها بورتريها سيُعرف فيما بعد باسم "امرأة تقرأ". كانت ليديا إحدى أشهر النساء الصامتات في تاريخ الفنّ. وعندما توفّيت عام 1882 متأثّرة بمضاعفات مرضها لم تترك وراءها أيّة رسائل أو مذكّرات. إرثها الوحيد كان صورها التي رسمتها لها شقيقتها الفنّانة والتي تبدو فيها بملامح نضرة وشعر أشقر مائل للحمرة. وليديا التي توفّيت في الأربعينات من عمرها لم تتزوّج أبدا. والرجل الوحيد الذي أحبّته قُتل في الحرب الأهلية الأمريكية. كانت نموذجا للعذرا...