سورويا الدانمركي
في بدايات القرن العشرين، تزوّجت ماري تريبكي من الرسّام الدانمركي الأكثر شهرة آنذاك بيدير كْروْيَر. وأصبح هذا الثنائيّ أشهر زوجين في الدانمرك. كان المشاهير في ذلك الوقت من ساسة ورجال أعمال ونبلاء وعلماء وكتّاب يتطلّعون لأن يرسمهم كروير وبأيّ ثمن. وكانت البورتريهات التي يرسمها تخلع على أصحابها أهمّية ومكانة. ماري التي تظهر في العديد من اللوحات التي رسمها كروير كانت تُعتبر وقتها أجمل امرأة في أوروبّا. وقد حظي الاثنان، مع ابنتهما فيبكي، بأفضل ما يمكن أن توفّره الحياة: الكثير من الأسفار والحفلات والرفاهية. ومع ذلك، كان هذا هو ما يظهر على السطح فقط. إذ كانت ماري تعيش حياة أشبه ما تكون بالجحيم. فقد كان كروير يعاني من الهوس والاكتئاب والخرف الناجم عن مرض الزهري الذي يمكن أن يحوّل الإنسان، في لحظات، من كونه إنسانا مبتهجا ومتفائلا إلى وحش شيطاني لا يأبه ولا يكترث بمن حوله. كان كروير يعرف ماري قبل ذلك بزمن عندما قدّمها له صديق مشترك. وكانت هي نفسها رسّامة مبتدئة ومن عائلة محترمة. وقد تعرّف إليها بعد وقت قصير من وصوله إلى باريس في احد أيّام ديسمبر من عام 1888 في مقهى يرتاده فنّانو ا...