المشاركات

عرض المشاركات من مايو 7, 2017

المقاهي في الرسم

صورة
علاقة الفنّانين والمثقّفين بالمقاهي قديمة، وتعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. وكثيرا ما يُصوّر المقهى على انه مكان لتناول المشروبات أو تبادل الدردشات والأحاديث. وأجواء المقاهي حاضرة في العديد من الأعمال الفنّية. الرسّام الانطباعيّ جان بيرو ولد في روسيا ثم هاجر هو وعائلته إلى فرنسا وهو طفل. وقد درس الرسم في باريس بعد الحرب الفرنسية البروسية وربطته علاقة صداقة مع عدد من شخصيّات المجتمعين الفرنسيّ والروسيّ في المدينة. واشتهر بيرو ببراعته في رسم مظاهر الحياة اليومية في باريس كالحفلات الخارجية ومناظر الشوارع وغيرها. كان رسّاما ناجحا، ولوحاته تمسك بروح باريس في بدايات القرن الماضي عندما كانت الحياة أكثر بساطة وأقلّ ضجيجا. في اللوحة "فوق"، يرسم جان بيرو رجلا وامرأة يجلسان في مقهى ويركّزان نظراتهما على شيء أو شخص ما خارج الصورة. وقد حرص الفنّان على رسم تفاصيل الطاولة الرخامية والكأسين نصف المملوئين ودوائر الدخان المتصاعدة من سيجارة الرجل. وبوضعه الرجل والمرأة كلا بمواجهة الآخر تقريبا، فإن بيرو أوجد احتمالات وسيناريوهات شتّى تتعلّق بمزاجهما في تلك اللحظة مع تساؤلات من ...

إطلالة على جحيم دانتي

صورة
في الكوميديا الإلهية، تتحوّل بعض شخصيات الأساطير الكلاسيكية إلى أبالسة وشياطين. وهذا كان أمرا مألوفا في الثقافة المسيحية في القرون الوسطى. ودانتي في كتابه يتصرّف كقاضٍ أعظم. ومثل ماينوس القاضي المتوحّش الواقف على بوّابة الجحيم، يقرّر دانتي مَن يذهب إلى هناك، وإلى أيّ دائرة من دوائر الجحيم التسع يجب أن ينتهي كلّ عاصٍ أو مذنب. ماينوس الأصليّ شخصيّة نصفها تاريخيّ ونصفها الآخر أسطوريّ. والمؤرّخون متّفقون على انه كان ملكا عادلا على جزيرة كريت. ولهذا السبب أصبح بعد موته احد قضاة العالم السفليّ. لكن طبقا للأساطير الكلاسيكية، كان ماينوس ابنا لزيوس ويوصف بأنه طاغية وقاسٍ. وقيل انه انتقم لموت ولده بإجبار الأثينيين على أن يقدّموا سبعة أولاد وسبع فتيات من أبنائهم كقرابين. وبعض كتب التاريخ تصفه بأنه كان كاهنا ومشرّعا حكيما. وكان هوميروس قد وضعه كقاضٍ للأرواح في هيديز. وربّما لهذا السبب استلهم دانتي شخصية ماينوس ووضعه حارسا وحكما على بوّابة الجحيم. ودانتي يعطيه مظهر وحش له ذيل أفعى ضخمة. وقد رسم ميكيل انجيلو صورة بليغة له تجسّد الفظائع التي وصفها دانتي في رحلته. على أطراف الجحيم ...