المشاركات

عرض المشاركات من مايو 15, 2011

أغاني الحبّ والحرب

صورة
غالبية الكتابات التي ظهرت عن أفغانستان خلال العقود الثلاثة الأخيرة هي إمّا عن تاريخ ذلك البلد أو عن حركة طالبان أو عن الإسلام كثقافة. غير أن هذا الكتاب مختلف من حيث انه يحاول رسم صورة عن حياة وواقع النساء في أفغانستان. عنوان الكتاب "أغاني الحبّ والحرب: شعر النساء الأفغانيّات"، وفيه يورد مؤلّفه الشاعر والأكاديميّ الأفغاني سيّد بهاء الدين مجروح مجموعة من القصائد المسمّاة باللاندي، وهي أشعار ارتجلتها وغنّتها آلاف النساء الأفغانيات المجهولات على مرّ قرون. وهذه القصائد ذات بنية بسيطة وتستخدم لغة سهلة ومباشرة، كما أنها تتّبع قواعد محدّدة في نظم الشعر البشتوني الشفهي. ويمكن القول إن هذه الأشعار عبارة عن أغنيات للأرض، فهي تحتفل بالطبيعة والجبال والأنهار والفجر والضياء. لكنها بنفس الوقت أغنيات عن الحرب والشرف والعار والحبّ والجمال والصراع والمنفى والموت. أشعار نساء البشتون ظلّت تقال وتتوارث عبر الأجيال. نساء القرى كنّ يرتجلن هذه القصائد وهنّ يردن ينابيع الماء أو يمارسن الرقص والغناء في حفلات الزفاف، وكأن هذه الأشعار صدى لذاكرتهنّ الجماعية. وما فعله المؤلّف هو انه ...

الأرض ومستقبل الإنسان

صورة
تذكّرت وأنا اقرأ تنبّؤات بعض العلماء بشأن مستقبل البشر على الأرض بعض أفلام الخيال العلمي التي تتحدّث عن أشكال غريبة من المخلوقات التي تذهب بعض النظريات إلى أنها ستستوطن الأرض بعد ملايين السنين، أي بعد أن يكون البشر بملامحهم وخصائصهم التي نعرفها اليوم قد انقرضوا نهائيا من على ظهر هذا الكوكب. والحقيقة انه أحيانا يصعب رسم خط فاصل بين ما تقول به أفلام وروايات الخيال العلمي الشاطحة وبين تنبّؤات فئة من العلماء يصفون أنفسهم بعلماء المستقبليات حول طبيعة الحياة على الأرض بعد ملايين، وربّما بلايين السنين من الآن. علماء المستقبليات يقولون إنهم يعتمدون في تنبّؤاتهم عن مستقبل الأرض على معلومات تتناول معطيات الفيزياء وقوانين الثيرمودايناميكس والتغييرات المناخية وتسارع التكنولوجيا وتطوّر البشر عبر ملايين السنين. بعض العلماء يقولون إن شمس كوكب الأرض تكوّنت قبل أكثر من أربعة بلايين عام. وبناءً على بعض التقديرات، يُتوقّع أن تعيش الشمس ستّة بلايين عام إضافية قبل أن تستنفد وقودها نهائيا. ويضيف أولئك العلماء إنه بحلول ذلك الوقت لن يكون هناك بشر كي يشهدوا موت الشمس، بل مخلوقات من نوع مختلف كمثل اختلاف البشر...

مِيرو: الرسّام الشاعر

صورة
ابتسم الحظّ في الكثير من الأحيان للرسّام الاسباني خوان ميرو (1893- 1983م). كانت لديه الموهبة والخيال والبراعة والاتصالات الرائعة. في أوّل زيارة له إلى باريس عام 1919، غادر الرسّام الشاب برشلونة مع "رسالة تقديم" إلى بابلو بيكاسو كانت عبارة عن كعكة خبزتها أمّه. ترى أيّ شيء يمكن أن يكون ضامنا لترحاب حارّ أكثر من مثل هذه الهديّة؟ في العام التالي، عندما استقرّ ميرو في باريس، استخدام محترفا تصادف أن كان بجوار السوريالي الكاريزماتي أندريه ماسون. وبدا أن ماسون كان يعرف كلّ شخص. وقام بسخاء بضمّ جاره الجديد إلى دائرته الخاصّة من الأصدقاء. في تلك الأيّام، كان ميرو يعاني من الإفلاس لدرجة انه كان يعتاش على البقوليات. لكن من نواح أخرى، كان الرجل محظوظا. وفي عام 1923، عندما كان في الثلاثين من عمره، كتب إلى صديق يقول: يجب علينا استكشاف جميع الشرارات الذهبية في أرواحنا". وفي ذلك الوقت كان يتوهّج مثل عرض للألعاب النارية. وعندما زار بيكاسو محترفه أعلن: أنت من سيفتح للناس بابا جديدا من بعدي". وكان خوان ميرو أوّل فنّان يقام له معرض منفرد في باريس عام 1925م. وقد افتُتح المعرض في منتصف ...