المشاركات

عرض المشاركات من يوليو 29, 2012

سنوات ليوناردو في ميلانو

صورة
طوال حياته المهنيّة، لم يرسم ليوناردو دافنشي سوى 20 لوحة، بقي منها إلى اليوم 14 لوحة فقط. كان بطيئا جدّا في عمله. فخلال الفترة التي رسم فيها الموناليزا، كان ميكيل أنجيلو قد أكمل تقريبا جميع رسوماته في سقف كنيسة سيستين. كانت مدينة ميلانو هي المكان الذي طوّر فيه ليوناردو أفكاره كرسّام فيلسوف. وفيها تحوّلت ملاحظاته الدقيقة للطبيعة إلى وسيلة لاكتشاف قوانينها، ومن ثمّ استخدامها لإبراز العالم المادّي والميتافيزيقي. وقد حظي ليوناردو في ميلانو برعاية أميرها لودوفيكو سفورزا، وهو سليل عائلة متنفّذة لعبت دورا مهمّا في تاريخ هذه المدينة. والمعروف أن الأمير والرسّام كانا متماثلين في السنّ، إذ ولدا في نفس السنة، أي 1452م. كان لودوفيكو الابن الرابع لعائلته. وكانت آماله متركّزة على الثروة وليس السلطة. ولهذا السبب كان صعوده إلى الحكم مفاجئا وقبضته على ميلانو ضعيفة في بداية الأمر. كان لودوفيكو بحاجة ماسّة إلى ليوناردو دافنشي وإلى خبراته العملية ومهاراته الفنّية. وقد أشار ليوناردو نفسه إلى هذه الحقيقة في رسالة أعلن فيها عن نفسه كمصمّم لأدوات الحرب، التي يمكن تكييفها لتُستخدم في زمن السلم، في م...

جماليّات الطبيعة

صورة
في الاوديسّا، يأخذنا هوميروس إلى أماكن متعدّدة من الطبيعة ويستكشف معانيها الرمزية، ويتناول القيم الحضرية للبطل والشخصيّات الأخرى، ويُخضعها للعديد من الاختبارات. كما يشرح لنا العلاقة بين الآلهة والبشر، وبين الحاضر والماضي، ويقدّم رؤى عن هذه الحياة وعمّا بعدها. وما يلفت الانتباه بشكل خاصّ هو حديث هوميروس عن البرّية والدلالات الرمزية التي تحملها. البرّية في الأوديسّا مكان غير حضريّ، وبالتالي يفتقر إلى كلّ صفات العمران. في البرّية، ليس من السهل أن تثق بأحد. قد يفترسك احد أكلة لحوم البشر، وقد تتحوّل إلى حيوان، أو قد تغويك غولة، أو تُسحق عظامك على الصخور. البرّية مكان مختلف وخطير. ولكنّها أيضا، وهذا هو أحد الجوانب المثيرة للاهتمام، جميلة ومغرية. وإذا كان بوليفيموس غاشماً وبهيميّا، فإن الطبيعة التي يعيش فيها هي أشبه ما تكون بالجنّة، مع طعام وفير بحيث لا يحتاج المرء للعمل أو بذل الجهد. أغاني السيرينات مدمّرة، لكنها جميلة. والبرّية أيضا تؤوي سيرسي إلهة التحوّلات السحرية. والذي يذكّرنا بهذا هو العبارة الأكثر شهرة في الأوديسّا: بحر الظلام النبيذي". مثل النبيذ، فإن البحر (والبرّية...