.. فيتريانو
المكان يشبه شُطآن بعض الجزر البريطانية. الأفق منخفض والسماء محجوبة بالغيوم الداكنة والثقيلة. قدما المرأة حافيان، على الرغم من أن ذراعيها مغطّيان بالقفّازات. وهي تستدير لتكشف عن ظهر جميل وثوب حفلة احمر خفيف. وركها الأيمن يميل نحو شريكها الذكر الذي يرتدي ملابس سهرة. الزوجان المتأنّقان يبدوان كما لو أنهما هربا من حفلة وفضّلا أن يشكلا ثنائيّا راقصا على هذه البقعة البعيدة من شاطئ البحر. الزوجان المبتهجان ليسا وحدهما هنا. هناك أيضا بمعيّتهما خادمة وساقٍ، وكلّ منهما يحمل مظلّة واقية من المطر. انعكاسات الملابس والأقدام تبدو ناعمة على الرمال المبلّلة. ومع ذلك فهذه اللوحة غامضة بشكل بارع. تنظر إليها فتشعر كما لو أن وراءها قصّة تتكشّف فصولها تباعاً. "الساقي المغنّي" لوحة زيتية صغيرة نسبيّا رسمها جاك فيتريانو عام 1992، وأصبحت منذ ذلك الحين لوحة معلميّة في بريطانيا. شيء ما شبيه بهذا حدث في أمريكا من قبل، عندما أصبحت لوحة "القوط الأمريكيّون" لـ غرانت وود صورة أيقونية لا يكاد يخلو منها منزل أمريكيّ. عندما أتمّ فيتريانو رسم هذه اللوحة، تلقّى عددا من النصوص لأعمال درا...