المشاركات

عرض المشاركات من مارس 15, 2009

عولمة من زمن آخر

صورة
اللوحة، فوق، لا ُيعرف تاريخها ولا من رَسَمَها على وجه التحديد. غير أنها ُرسمَت في أوربّا، وعلى الأرجح في أوائل القرن الثامن عشر أو ما قبله بقليل. والتفاصيل فيها بسيطة بل وعادية، إذ تصوّر مظهرا من مظاهر الحياة اليومية في أوربا في ذلك الحين. وفيها نرى امرأة شابّة تجلس على كرسي وتنظر إلى وجهها في المرآة. ومن خلال ما تقوله المرآة، نفهم أن المرأة معجبة بهيئتها وجمالها بدليل علامات الرضا والسرور البادية على محيّاها. لكن لو تمعّنا في الصورة بشيء من التركيز فسنلاحظ فيها بعض التفاصيل اللافتة. فشعر المرأة وقدماها وأناملها مخضّبة بالحنّاء الذي كان يستورد من تركيا. وأرضّية الغرفة مغطاة بقطعة من السجّاد الفارسي. والكرسي الذي تستند عليه المرأة يدلّ طرازه وتصميمه على انه من صنع شرقي. في ذلك الوقت كان الأوربّيون مفتونين بسحر الشرق وغموضه. وكانت النساء الأوربيات والأمريكيات يتهافتن على اقتناء السلع والأدوات الشرقية ويقرأن الروايات والكتب التي تتحدّث عن الشرق ونسائه الجميلات الغامضات. وكان يساورهن توق لأن يعشن حياة نساء الشرق المليئة بالسحر والترف والعاطفة، أي كلّ ما كنّ يعتبرنه ناقصا أو مفقودا من حياته...

كتاب الملوك

صورة
في سنة 1010م، أي قبل حوالي ألف عام، أكمل الشاعر الفارسي الفردوسي ملحمته "الشاهنامة" أو كتاب الملوك. هذه التحفة الأدبية التي تتكوّن من خمسين ألف بيت مقفّى هي من بين أطول الأعمال الشعرية في العالم. ومثل إلياذة وأوديسّا هوميروس، تتحدّث ملحمة الفردوسي عن أحداث كبيرة من العالم الكلاسيكي. وقد ساعدت هذه الملحمة في الحفاظ على الحضارة واللغة الفارسيتين بعد الفتح العربي لبلاد فارس في القرن السابع الميلادي. وقبل عامين أحيت بعض المنظّمات الثقافية، مثل اليونيسكو، ذكرى مرور ألف عام على وفاة الفردوسي. يُعتبر الفردوسي احد أشهر خمسة أسماء في الشعر الفارسي في جميع العصور. وفي طهران، عاصمة إيران، يمكن رؤية ساحة الفردوسي التي ينتصب فيها تمثال ابيض للشاعر وهو يمسك بكتابه الشهير. وقد أقيم التمثال عام 1976 مكان تمثال آخر للفردوسي كان قد تبرّع به الزارادشتيون الهنود لمدينة طهران قبل أربعة عقود. هذا التمثال ليس سوى معلم واحد من بين العديد من المعالم التي تحمل اسم الفردوسي، ومنها شوارع ومكتبات وكلّيات داخل إيران وخارجها. الجامعة الرئيسية في مدينة مشهد شمالي شرق إيران، والمكتبة الوطنية في طاجيكستان وأح...