المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 1, 2024

عالم كريستينا

صورة
كان أندرو وايت أحد أبرز فنّاني الواقعية الأمريكية في رسم القرن العشرين. وقد عُرف بمناظره الحالمة التي تصوّر الريف كمهرب، وأهمّها وأشهرها "عالم كريستينا" التي رسمها عام 1948. وهي اليوم من مقتنيات متحف الفنّ الحديث في نيويورك وجزء من مجموعته الدائمة. المرأة الظاهرة في اللوحة، واسمها كريستينا أولسون، كانت قد أُصيبت باضطراب عضلي سبّب لها ضعفا في القدمين وعضلات أسفل الساق وأعاق تناسق أصابعها ويديها ومعصميها ولسانها. ونتيجة لذلك، أصبحت معاقة من الخصر فأسفل منذ أن كانت في الثلاثين من عمرها. وغالبا ما كانت تتحرّك بين ممتلكات عائلتها إلا زحفاً بعد أن اصرّت على عدم استخدام كرسيّ متحرّك في تنقّلاتها. كانت أولسون إحدى مُلهمات الرسّام أندرو وايت، وقد ظهرت في العديد من أعماله الفنّية الأخرى. وكان هو صديقا لعائلتها، وقد اُعجب بروحها القويّة وشجاعتها، فرسمها بأكبر قدر ممكن من الأصالة وهي تجرجر ساقيها بيديها الهزيلتين في طريقها الى المزرعة. وقد استخدم الرسّام زوجته كموديل بدلاً من المرأة المريضة نزولا عند رغبة الأخيرة، كما قيل. الأجواء الريفية التي تعكسها لوحة "عالم كر...

خواطر في الأدب والفن

صورة
قُدّرت ثروة بابلو بيكاسو عند وفاته عام 1973 بحوالي 250 مليون دولار، وهو ما يعادل حوالي مليار دولار اليوم بعد مراعاة نسب التضخّم. وجاءت هذه الثروة الهائلة في الأساس من مجموعته الشخصية الضخمة التي تضمّ أكثر من 45000 عمل، منها 1885 لوحة، و1228 منحوتة، و7089 رسما، و30000 مطبوعة. وعلى الرغم من ثروته تلك، توفّي بيكاسو دون أن يكتب وصيّة، ما أدّى إلى نشوب معركة قانونية ضارية وطويلة حول تقسيم تركته بين ورثته وزوجاته وعشيقاته وأطفاله. وبعد ستّ سنوات من المفاوضات و30 مليون دولار كأتعاب قانونية، سُوّيت التركة أخيرا وحصل أطفاله الأربعة على الجزء الأكبر من الأصول. وثروة بيكاسو مستمرّة في النموّ حتى اليوم، حيث تباع أعماله بأسعار قياسية في المزادات. وتتولّى مؤسّسة بيكاسو التي أنشأها ابنه كلود عام 1996 إدارة مصالح الأسرة والإشراف على ترخيص اسم بيكاسو وصورته. كما تعمل المؤسّسة على منع السرقة والاستخدام غير المشروع لفنّه. وحتى اليوم ما يزال بيكاسو الفنّان الأكثر مبيعا في مزادات الأعمال الفنّية، حيث بيعت ست من روائعه بأكثر من 100 مليون دولار للواحدة. وأغلى عمل فنّي بيع له على الإطلاق كان ...

فارس في مواجهة شبحين

صورة
قليلون هم الأشخاص الذين أحدثوا ثورة في الفنّ. ومن هؤلاء ألبريشت ديورر، الرسّام الألماني من القرن 15/16، الذي حقّقت أعماله شعبية كبيرة خلال حياته واستمرّت كذلك حتى اليوم. ومن أشهر أعمال ديورر نقشه النحاسي المخيف "الفارس والموت والشيطان"، الذي أكمله عام 1513، أثناء إقامته في نورمبيرغ عندما كان يعمل في بلاط الإمبراطور ماكسيميليان. وفيه يتخيّل ديورر فارسا مدرّعا يتقلّد سيفا ورمحا طويلا ملفوفا بذيل ثعلب، ويمتطي حصانا ويمرّ عبر مضيق صخري تحفّه أشجار شائكة وبلا أوراق، بينما ينظر إلى الأمام مباشرة متجاوزا الأهوال التي في طريقه. والفارس يواجه في طريقه خصمين مخيفين، الأوّل مخلوق كريه يلعب دور الموت، يمتطي حصانا ويرتدي تاجا شائكا ويلتفّ حول رقبته ثعبان ويلوّح بساعة رملية كتذكير بقصر الحياة وبأن الموت يأتي للجميع بلا استثناء. والثاني شيطان له وجه ذئب وأنف وأسنان تمساح وقرون كبش وأذنا حمار وقرن طويل ويمسك بصولجان. وفي خلفية المنظر تظهر مجموعة متشابكة من الأشجار الميّتة، وبعدها بمسافة نرى مدينة مسوّرة. وفي الجزء السفلي الأيمن من المقدّمة هناك كلب وسحلية، وإلى اليسار جمجمة ...