المشاركات

عرض المشاركات من مايو 21, 2017

خواطر رمضانية

صورة
كلّ عام وأنتم بخير. ورمضان كريم. بعض الحكايات القديمة جميلة ومعبّرة وتتضمّن دروسا وعِبَرا يمكن أن تفيدنا في واقع الحياة. وهذه المرّة اخترت حكايتين، لكن العبرة فيهما واحدة تقريبا. الحكاية الأولى من الصين، وهي عن مزارع يُدعى تشي وونغ عاش في زمن حكم سلالة الهان قبل أكثر من ألفي عام. والقصّة تتردّد كثيرا في الأدب الطاويّ وفي كتب الزِن. تقول القصّة أن الفلاح كان يعتاش هو وعائلته على المحاصيل البسيطة التي ينتجها حقله. وذات يوم اكتشف أن حصانه الوحيد هرب. وعندما سمع أهل قريته بالخبر جاءوا إليه معبرّين عن أسفهم لما حدث وقالوا له: هذا شيء سّيء. فردّ عليهم: ربّما. وفي الصباح التالي، عاد الحصان ومعه ثلاثة أحصنة أخرى. فأتاه جيرانه مهنّئين وقالوا له: أليس هذا بالشيء الرائع؟ فردّ عليهم: ربّما. وفي اليوم التالي، حاول ابنه ترويض احد الخيول الثلاثة فسقط عن ظهر الحصان وكُسرت ساقه. فجاءه جيرانه مواسين وقالوا: هذا أمر مؤسف. فقال لهم: ربّما. وفي اليوم الذي بعده، أتى بعض الجنود إلى القرية كي يجنّدوا بعض شبابها في الجيش. وعندما رأوا ساق ابن المزارع مكسورة قرّروا إعفاءه من الخدمة الإلزامية. ...

الأصدقاء الثلاثة

صورة
هذه قصّة ثلاثة أصدقاء كان كلّ منهم يؤثر الآخر على شخصه ويرى فيه أكثر مما يرى في نفسه. وعندما أصبحوا أشخاصا مهمّين، تدخّلت الصراعات السياسية وتضارب المصالح لتفسد ما كان بينهم من مودّة وإيثار. وعلى مدى ألف عام، سافرت قصّتهم آلاف الأميال وتناقلها الناس جيلا بعد جيل. وفي النهاية أصبحت جزءا من كتب التاريخ. كان كلّ من نظام الملك وعمر الخيّام والحسن الصبّاح زملاء دراسة منذ الصغر. وكان كلّ واحد منهم يقدّر الآخر ويثمّن طموحه، وقد تعاهدوا وتواثقوا على انه متى أصاب أيّ منهم مغنما أو سلطة وجب عليه أن يتشاركها مع رفيقيه وألا يختصّ نفسه بشيء دونهما. نظام الملك، المولود في طوس عام 1018، كان عالما ومثقّفا. ورغم فقره المبكّر، إلا انه حقّق نجاحا معتبرا بفضل عزيمته وقوّة شخصيّته. وقد أهّلته عبقريّته وخبرته في الإدارة لأن يصبح وزيرا ومستشارا للسلطان السلجوقيّ ألب ارسلان، ثمّ وزيرا أوّل لخلفه السلطان ملكشاه. وعندما تولّى نظام الملك منصبه لم ينسَ وعده الذي قطعه لصديقيه الخيّام والصبّاح. كان الخيّام قد انتقل قبل ذلك الوقت، أي حوالي عام 1070، إلى سمرقند إحدى أقدم مدن آسيا الوسطى. وفيها كتب احد...