المشاركات

عرض المشاركات من يناير 3, 2010

فنجان قهوة

صورة
في مكان ما من هذه المدوّنة، كانت هناك إشارة عارضة إلى القهوة في سياق الحديث عن النباتات العطرية. وأتذكّر أن قارئا قال وقتها إن رائحة القهوة هي من أجمل الروائح التي أودعها الله في الطبيعة. وأستطيع أن أقول إنني، مثل الكثيرين، متيّم بالقهوة رائحة ومذاقا. وأصبحت مع الأيّام خبيرا بنكهاتها وأنواعها ومذاقاتها التي تختلف باختلاف طبيعة المكوّنات والإضافات التي تُستخدم في صنعها. الفكرة التي تخطر في البال عند الحديث عن القهوة هي أنها فنّ. نعم، القهوة فنّ، لا اقلّ ولا أكثر. كما أنها أصبحت نوعا من أنماط الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها. واللافت للانتباه هو أن القهوة موجودة بالفعل في طعام الإنسان منذ أكثر من ألف عام. وهناك من يقول إنها المشروب الأكثر استهلاكا في العالم اليوم، كما أنها ثاني أكثر السلع تداولا بين البشر بعد البترول. وأعرف، بالمناسبة، زميلا لا يمكن أن يوقظه من نومه سوى شيئين: صوت فيروز ورائحة القهوة. طبعا معظمنا يحبّ فيروز ويطرب لسماعها، خاصّة في أوقات الصباح. وبالنسبة لي، اعتبر سماع أغنية لفيروز في الصباح خاصّة، بشير فأل وفاتحة خير. لكن لنبقَ في موضوع القهوة. قبل فترة قرأت خبرا يمكن ...

محطّات

صورة
حوالي منتصف القرن الخامس عشر، كان يعيش في نابولي فنّان شابّ ولامع. كان عمره لا يتجاوز الخامسة عشرة وكان اسمه انتونيللو دي ميسينا. وإلى هذا الشابّ يعود الفضل في إدخال تقنية الرسم بالألوان الزيتية إلى ايطاليا والتي أخذها عن الرسّام الهولندي يان فان ايك. لوحة انتونيللو بشارة العذراء كانت الدليل الأقوى على إجادته وإتقانه لتلك الحرفة. وقد ولد انتونيللو في ميسينا بـ صقلية وأصبح اسم مدينته ملحقا باسمه فصار انتونيللو دي ميسينا. وأهمّية الرسّام ليست فقط في اختراع وسيط جديد وإنما في ابتكار أسلوب جديد في الرسم. في ذلك الوقت كانت الجداريات هي الوسيلة المهيمنة في رسم المناظر والبورتريهات الدينية. كان رسم جدارية يتطلّب ملء الجدار بالجبس المبلّل والأصباغ التي تجفّ بسرعة مع ما ينطوي عليه ذلك من جهد وصبر. لكن اللوحات الزيتية لم تكن تتطلّب شيئا من ذلك. إذ كانت تُحمل بسهولة وتستغرق وقتا أطول حتى تجفّ ويلزمها مهارة اقلّ. وفي الحقيقة كان وقت جفافها الطويل نسبيا بمثابة رصيد ثمين بالنسبة للرسّام. فقد كانت تسمح بمزج الألوان إلى ما لا نهاية وجعلها تبدو مشعّة. كما كانت الألوان الزيتية أكثر تسامحا مع الأخطاء من...