المشاركات

عرض المشاركات من أبريل 14, 2013

مشروع رواية

صورة
لا بد وأن الكثيرين منّا راودتهم ذات يوم فكرة كتابة رواية، على أساس أن لديهم من القصص ومن تجارب الحياة ما يستحقّ أن يُكتب ويطّلع عليه الناس. ومنذ عامين عبرت هذه الفكرة الطفولية رأسي على حين غرّة. وقلت في نفسي: يجب قبل أن اشرع في الكتابة أن اقرأ، بالإضافة إلى ما كنت قرأته من قبل، عشرين رواية على الأقلّ وأن أركّز بشكل خاصّ على أساليب وتقنيّات السرد وأوازن وأقارن في ما بينها وصولا إلى اختيار شكل الكتابة الذي سأعتمده. ولأنّني من المعجبين بالفانتازيا التاريخية أو ما يُسمّى أحيانا بالواقعية السحرية، فقد رسمت في ذهني بعض القصص والأمكنة والشخصيات، واخترت بطلا للرواية المتصوَّرة شابّا في الأربعين من عمره اسمه غالب، وهو شخصية متخيّلة وسليل عائلة عريقة تعيش في نيودلهي بالهند، لكن أصولها تعود إلى منطقة القوقاز في آسيا الصغرى. وقائع الرواية المفترضة تبدأ بمشهد لغالب وهو يقف متأمّلا قصرا اثريّا على طريق الحرير في إحدى بلدات ما يُعرف اليوم بـ اوزبكستان. القصر مبنيّ على الطراز المغربيّ ويضمّ حديقة واسعة مزروعة بالنباتات الغريبة تتخلّلها تماثيل لأسود ونوافير تغذّيها جداول صغيرة تنساب من الجبال ا...

حكايات من الحمراء

صورة
مرّ على ظهور هذا الكتاب زمن طويل، أي حوالي المائتي عام. وقد يرى البعض أن مضمونه أصبح متقادما إلى حدّ ما. ومع ذلك، فإن قراءته اليوم بشيء من التأمّل توفّر صورة عن ماضٍ ما تزال بعض ملامحه حيّة وماثلة للعيان. عنوان الكتاب "حكايات من الحمراء". ومؤلّفه هو الرحّالة والمؤرّخ والأديب الأمريكي واشنطن ايرفنغ ، الذي عاش في نهاية القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر. كان ايرفنغ مفتونا بالعرب وبالثقافة العربية التي رأى بعضا من شواهدها أثناء زيارته للأندلس. وقد بلغ من شغفه بالعرب وبحضارتهم انه شيّد له منزلا على الطراز الأندلسي وأقام في وسطه تمثالا لأبي عبدالله الصغير آخر ملوك غرناطة. البيت الجميل الذي بناه ايرفنغ في نهايات حياته على ضفاف نهر هدسون يمكن اعتباره امتدادا لشخصيّته الفريدة وتعبيرا عن حبّه وتقديره للثقافة الأندلسية. كان ايرفنغ أيضا مشبعا، كرحّالة، بالتوق إلى التاريخ والشعر والأساطير والتقاليد والأغاني والقصائد العربية الكثيرة عن الحبّ والحرب والفروسية. وفي "حكايات من الحمراء" يصف الكاتب، بإسهاب، القصر والقلاع والأسوار والأبراج التي تحيط بالتلّ والجبال الثلجي...