أماكن شفّافة/2
الافتتان بالأماكن الغامضة شغل عقول البشر منذ آلاف السنين. الشعوب القديمة كانت تضع علامات على الأماكن التي تعتبرها خاصّة وتستحقّ أن يتذكّرها الناس، وكأن في هذا إشارة إلى أن شيئا ما مقدّسا واستثنائيّا حدث هنا، وأن عليك أن تأتي إلى المكان لتغيّر نفسك وتتذكّر بأن البشر جميعهم مترابطون داخل وخارج الزمان والمكان. وغالبا فإن هذه الأماكن توحي بالارتباط بالروح العظيمة "أو الله" وبالعالم الآخر وبأولئك الذين عاشوا قبلنا على هذه الأرض. سكّان أوربّا القدماء كانوا يعتقدون بوجود فتحات في سطح الأرض يستخدمها ساكنو العالم الآخر للتنقّل ما بين العوالم. وفي ثقافات الشعوب القديمة، كانت الأبواب والعتبات والجسور وغيرها من المنافذ ترتبط بحرّاس أو حُجّاب مهمّتهم مساعدة الناس في العبور إلى أمكنة أخرى. كان القدماء يحسّون، بعمق، بهذه الأماكن. وكانوا عندما يزورونها يشعرون بالسعادة والرهبة، وبعد أن يغادروها يعاودهم الحنين إليها فيزورونها مجدّدا، ومع كلّ زيارة يشعرون بخصوصية المكان وبكونه مختلفا. الأماكن الشفّافة بالمفهوم التقليدي توجد غالبا في أماكن عليها علامات مثل الأبنية الحجرية الت...