المشاركات

عرض المشاركات من مارس 9, 2014

قصّة الأميرة تاراكانوفا

صورة
لا بدّ وأن ألكسي أورلوف كان رجلا استثنائيا في زمانه. أوسمته ونياشينه الكثيرة التي تظهر في صُوَره التي رُسمت له من تلك الفترة، أي في القرن الثامن عشر، تخبرنا عن جانب من شخصيّته. كان عسكريّا ناجحا بامتياز. وإليه يرجع الفضل في القضاء على الأسطول العثماني في الأناضول في يوليو من عام 1770. غير أن طموحات أورلوف وانجازاته بدأت قبل ذلك. ففي عام 1762م، لعب هو وشقيقه دورا مهمّا في إطاحة بطرس الثالث وتنصيب كاثرين العظيمة ملكة على روسيا. وقد عُهد إلى أورلوف بمهمّة حراسة الإمبراطور المعزول والحفاظ على سلامته الشخصيّة. وكان أورلوف يعرف أن بقاء بطرس حيّا يمثّل خطرا حقيقيّا على كاثرين. لذا قام شخصيّا بتصفية سجينه الأعزل خنقاً. ثمّ كلّفه رجال كاثرين بالمهمّة التالية، وهي إغراء وخطف الأميرة اليزابيتا تاراكانوفا التي كانت تزعم أنها الابنة المفقودة للإمبراطورة الراحلة اليزابيتا. وشيئا فشيئا أصبحت تاراكانوفا تمثّل، هي الأخرى، خطرا حقيقيّا على سلطة كاثرين. والحقيقة انه لا يُعرف عن هذه المرأة الكثير، لا عن تاريخ ولادتها ولا عن عائلتها، بل وحتى اسمها الحقيقي ظلّ مجهولا. لكن يُعرف فقط أنها كانت اب...

آنيّة مليئة بالعطور

صورة
بعض الناس يحبّون رائحة الشوكولاته والشموع المعطّرة أو أشجار الصنوبر والريحان الطازج. والبعض الآخر يحبّون رائحة السيّارة الجديدة أو الكتب القديمة أو رائحة العشب في نهار صيفيّ ممطر. وهناك من يفضّل رائحة البخور أو القهوة الطازجة أو الزعفران. وهناك، مثلي، من يفضّل الرائحة الليّنة لبرد الشتاء ورائحة الحطب المشتعل ونكهة الزنجبيل والليمون البرّي. وقد يتساءل قارئ: وهل للشتاء رائحة؟ والإجابة نعم رغم صعوبة شرحها أو وصفها. صحيح أن الشتاء يمثّل بالنسبة للكثيرين تطرّفا في دورة المواسم، لكنّه يبدو دائما محمّلا بالوعود ومُبهجا للحواسّ. ورائحة يوم شتويّ لا تنفصل عن منظر السماء الصافية الزرقاء والنسيم البارد في الليل وشذى الأزهار البرّية. وفي الكثير من الحالات، قد يحبّ شخص هذه الرائحة أو تلك لأنها تعيده إلى الماضي وتستثير في نفسه ذكريات عن أزمنة وأمكنة ووجوه من الأيّام الخوالي. وأكثرنا لا بدّ سمعوا عن مارسيل بروست أو قرءوا شيئا من كتاباته، خاصّة روايته المشهورة البحث عن الزمن المفقود التي نُشرت قبل مائة عام من الآن. وأتذكّر أنني ابتعت نسخة من الترجمة العربية لهذه الرواية قبل سنوات. لكنني ...