قصّة الأميرة تاراكانوفا
لا بدّ وأن ألكسي أورلوف كان رجلا استثنائيا في زمانه. أوسمته ونياشينه الكثيرة التي تظهر في صُوَره التي رُسمت له من تلك الفترة، أي في القرن الثامن عشر، تخبرنا عن جانب من شخصيّته. كان عسكريّا ناجحا بامتياز. وإليه يرجع الفضل في القضاء على الأسطول العثماني في الأناضول في يوليو من عام 1770. غير أن طموحات أورلوف وانجازاته بدأت قبل ذلك. ففي عام 1762م، لعب هو وشقيقه دورا مهمّا في إطاحة بطرس الثالث وتنصيب كاثرين العظيمة ملكة على روسيا. وقد عُهد إلى أورلوف بمهمّة حراسة الإمبراطور المعزول والحفاظ على سلامته الشخصيّة. وكان أورلوف يعرف أن بقاء بطرس حيّا يمثّل خطرا حقيقيّا على كاثرين. لذا قام شخصيّا بتصفية سجينه الأعزل خنقاً. ثمّ كلّفه رجال كاثرين بالمهمّة التالية، وهي إغراء وخطف الأميرة اليزابيتا تاراكانوفا التي كانت تزعم أنها الابنة المفقودة للإمبراطورة الراحلة اليزابيتا. وشيئا فشيئا أصبحت تاراكانوفا تمثّل، هي الأخرى، خطرا حقيقيّا على سلطة كاثرين. والحقيقة انه لا يُعرف عن هذه المرأة الكثير، لا عن تاريخ ولادتها ولا عن عائلتها، بل وحتى اسمها الحقيقي ظلّ مجهولا. لكن يُعرف فقط أنها كانت اب...