صبيّ عضّته سحلية
قضى كارافاجيو معظم حياته هاربا في مدن جنوب ايطاليا وتاركا في إثره لوحات عظيمة وسمعة مخيفة لإنسان عنيف وغير مستقرّ نفسيّا. كانت روما مدينة الثراء والسلطة التي صنعت كارافاجيو ثم لم تلبث أن أسقطته. وقد وصل إليها كفنّان واعد في العام 1592م. كان في روما العديد من رعاة الفنّ مثل الكاردينال فرانشيسكو ماريّا ديل مونتي الذي عاش كارافاجيو في قصره لبعض الوقت. وكان فيها كنائس بحاجة إلى تزيينها برسومات تشرح قصص الإنجيل لجمهور المؤمنين في عصر الإصلاح المضادّ. وكانت المدينة أيضا تضجّ بحياة الشوارع وبيوت الهوى وعمليات الثأر والانتقام التي كان كارافاجيو يتغذّى عليها. في بداياته، حاول الفنّان رسم الفواكه والخضار بطريقة تجعلها تبدو واعية. ثمّ أصبحت الفواكه تأخذ هيئة ألعاب ايروتيكية ومثلية يظهر فيها الكرادلة لاعبين مشاركين. لوحات كارافاجيو، بشكل عام، هي عن الألم والصراع والحزن الذي تنطق به الوجوه. لكنّها أيضا عن الناس العاديّين وعن العيون التي تحدّق خارج اللوحات بخوف وجزع. ويمكن القول أيضا أن فنّه يصوّر مواجهة بين طبقتين اجتماعيّتين ويحاول فرض الطبقات الدنيا على حياة النبلاء الذين كانوا يرع...