المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 17, 2012

صبيّ عضّته سحلية

صورة
قضى كارافاجيو معظم حياته هاربا في مدن جنوب ايطاليا وتاركا في إثره لوحات عظيمة وسمعة مخيفة لإنسان عنيف وغير مستقرّ نفسيّا. كانت روما مدينة الثراء والسلطة التي صنعت كارافاجيو ثم لم تلبث أن أسقطته. وقد وصل إليها كفنّان واعد في العام 1592م. كان في روما العديد من رعاة الفنّ مثل الكاردينال فرانشيسكو ماريّا ديل مونتي الذي عاش كارافاجيو في قصره لبعض الوقت. وكان فيها كنائس بحاجة إلى تزيينها برسومات تشرح قصص الإنجيل لجمهور المؤمنين في عصر الإصلاح المضادّ. وكانت المدينة أيضا تضجّ بحياة الشوارع وبيوت الهوى وعمليات الثأر والانتقام التي كان كارافاجيو يتغذّى عليها. في بداياته، حاول الفنّان رسم الفواكه والخضار بطريقة تجعلها تبدو واعية. ثمّ أصبحت الفواكه تأخذ هيئة ألعاب ايروتيكية ومثلية يظهر فيها الكرادلة لاعبين مشاركين. لوحات كارافاجيو، بشكل عام، هي عن الألم والصراع والحزن الذي تنطق به الوجوه. لكنّها أيضا عن الناس العاديّين وعن العيون التي تحدّق خارج اللوحات بخوف وجزع. ويمكن القول أيضا أن فنّه يصوّر مواجهة بين طبقتين اجتماعيّتين ويحاول فرض الطبقات الدنيا على حياة النبلاء الذين كانوا يرع...

عين الإبرة

صورة
الأديان، بلا استثناء تقريبا، تحتقر الثروة وتحثّ الإنسان على أن لا ينشغل بجمع المال والأشياء النفيسة وأن لا يجعل ذلك اكبر همومه في الدنيا. وبعض القصص الدينية تطرح أفكارا وحالات مستحيلة للتدليل على أن الغنى بحدّ ذاته لا يجلب السعادة للإنسان، كما انه لا يحقّق خلاصه في الآخرة. ومع ذلك فإن الله، طبقا لهذه النصوص، قادر على أن يفعل المستحيل لمساعدة الإنسان في التغلّب على نوازع نفسه الدنيوية والتطلّع إلى ما تعد به الحياة الأخرى من ثواب عميم ونعيم مقيم. اللوحة فوق يمكن أن تكون تجسيدا لنظرة الرسّام إلى الوجود ومكان الإنسان فيه. وهي بنفس الوقت ترجمة لعبارة منسوبة إلى السيّد المسيح يقول فيها: أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة أيسر من أن يدخل الإنسان الغنيّ ملكوت الله". والإسلام يقدّم تنويعا على هذه الفكرة من خلال إحدى الآيات الكريمة التي تقول: إن الذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تُفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سمّ الخِيَاط". ثقب الإبرة في المسيحية، أو سمّ الخياط في الأدبيات الإسلامية، عبارة ترمز لاستحالة حدوث شيء دون تدخّل من الله. وحتّى البوذية، ...