المشاركات

عرض المشاركات من مايو 4, 2008

القطّ في ثقافات الشعوب

صورة
القط كان وما يزال رفيق الإنسان منذ القدم. ولا بدّ وأن لكلّ واحد منا ذكرياته الخاصّة عن القطط منذ أيام الطفولة، خاصّة إن كان قد نشأ في بيئة فلاحية. شخصيا انقطعت علاقتي بالقطط منذ أن رحلت عن قريتنا. ففي المدينة الكبيرة يندر أن ترى القطط، اللهم إلا إذا لمحت أحدها وهو يعدو مسرعا في أحد الأزقة أو ممدّدا على ناصية أحد الشوارع بفعل سيّارة مسرعة. مؤخّرا قرأت دراسة طريفة عن القطط وعن حظوظها التي ظلت في حال صعود وهبوط على مرّ العصور. كانت القطط المنزلية في مصر الفرعونية وروما تعتبر في عداد الآلهة! وكان كلّ من يقتل قطا في مصر القديمة ُيحكم عليه بالموت حتى وإن ثبت أن القط مات لسبب عارض. أما في روما فقد كان القط يمثل آلهة الحرّية (!) وكان جنود روما يحملون صوره على دروعهم وأعلامهم. وعندما انتشرت المسيحية هبطت حظوظ القطط فجأة. وقام بودوان الثالث كونت الفرنجة بالتخلص من القطط "المقدّسة" وغيرها من "الآلهة المنزلية" ليثبت انه تخلى عن الوثنية. ولسوء الحظ ألقى بودوان المذكور بقططه من نافذة قصره وبدأ تقليدا سنويا لتعذيب القطط اسماه "مهرجان القطط"! وخلال القرون الوسطى كانت القط...

مائدة، كرسي، طبق فاكهة وآلة كمَان

صورة
لماذا إذا تهيّأت للنوم يأتي الكمان؟! فأصغي آتياً من مكان بعيد فتصمت همهمة الريح خلف الشبابيك نبض الوسادة في أذني تتراجع دقّات قلبي وأرحل في مدن لم أزرها شوارعها فضّة وبناياتها من خيوط الأشعّة ألقى التي واعدتني على ضفّة النهر واقفة وعلى كتفيها يحطّ اليمام الغريب أمـل دنقـل عندما يتعلّق الأمر بالموسيقى، لا صوت يطرب ويثير المخيّلة كامتزاج أنغام آلتي الكمان والبيانو. لكنْ لو كان لي أن اختار آلة مفردة لما تردّدت في اختيار الكمان، لأنني مع من يقول إن الكمان هو الرمز الأسمى لأناقة الموسيقى وجمال الطبيعة معا. الكمان قريب جدّا من المشاعر. وهو اقرب الآلات الموسيقية شبها بصوت الإنسان. وقد قرأت ذات مرّة أن بدايات ظهور هذه الآلة تعود إلى القرن التاسع الميلادي. ويقال إنه أتى من آسيا وأن الأتراك والمغول قد يكونون أوّل من عرف الكمان في التاريخ، وكانوا يصنعون أوتاره من شعر ذيل الحصان. ثم ما لبث الكمان أن انتشر إلى الصين والهند وبلدان الشرق الأوسط. وطبعا كان شكل الآلة آنذاك بدائيا وبسيطا. وقد استغرق الأمر خمسة قرون كاملة قبل أن تصل هذه الآلة إلى شكلها الحالي والمتعارف عليه. ...

فانغيليس: عرّاب موسيقى العصر الجديد

صورة
تسمع موسيقى فانغيليس فتجذبك الفراغات المفتوحة والمساحات الواسعة فيها وكثرة أنغامها وألوانها وتأثيراتها الانفعالية (من إحساس موغل بالحزن إلى شعور غامر بالفرح إلى إحساس عميق بالعزلة أو الكآبة في بعض الأحيان)، بالإضافة إلى ثراء وتنوّع عناصرها الصوتية والسردية وحتى الفلسفية. وتحتشد في موسيقى فانغيليس "الذي يعني اسمه باليونانية الملاك الطيّب" أصوات وأصداء وظلال وأضواء وقطرات مطر وهالات وعواصف وأجراس وكواكب وغابات.. إلى آخره. وفي إحدى مقطوعاته التي استوحاها من رواية الطاعون لالبير كاميه نلمس شعورا عميقا بآلام الإنسان ومعاناته في صراعه مع القدر ومع الطبيعة. وربّما كان من أهم ما يميّز موسيقى فانغيليس فخامتها وطابع بعضها الملحمي. لكنْ حتى المقطوعات التي تتسم بقوّتها وملحميّتها لا تخلو أحيانا من بعض المقاطع التي تبعث شعورا بالعاطفة والرّقة. ومن الواضح انه يعتمد في موسيقاه إلى حدّ كبير على المؤثّرات الصوتية التي تنتجها الأجهزة الاليكترونية الحديثة. لكنه يتميّز عن غيره في كونه فنانا مثقفا وذا رؤية وعلى اطلاع واسع على الموسيقى الكلاسيكية وعلى موسيقى العالم بشكل عام. وطوال الخمس عشرة سنة ا...