القطّ في ثقافات الشعوب
القط كان وما يزال رفيق الإنسان منذ القدم. ولا بدّ وأن لكلّ واحد منا ذكرياته الخاصّة عن القطط منذ أيام الطفولة، خاصّة إن كان قد نشأ في بيئة فلاحية. شخصيا انقطعت علاقتي بالقطط منذ أن رحلت عن قريتنا. ففي المدينة الكبيرة يندر أن ترى القطط، اللهم إلا إذا لمحت أحدها وهو يعدو مسرعا في أحد الأزقة أو ممدّدا على ناصية أحد الشوارع بفعل سيّارة مسرعة. مؤخّرا قرأت دراسة طريفة عن القطط وعن حظوظها التي ظلت في حال صعود وهبوط على مرّ العصور. كانت القطط المنزلية في مصر الفرعونية وروما تعتبر في عداد الآلهة! وكان كلّ من يقتل قطا في مصر القديمة ُيحكم عليه بالموت حتى وإن ثبت أن القط مات لسبب عارض. أما في روما فقد كان القط يمثل آلهة الحرّية (!) وكان جنود روما يحملون صوره على دروعهم وأعلامهم. وعندما انتشرت المسيحية هبطت حظوظ القطط فجأة. وقام بودوان الثالث كونت الفرنجة بالتخلص من القطط "المقدّسة" وغيرها من "الآلهة المنزلية" ليثبت انه تخلى عن الوثنية. ولسوء الحظ ألقى بودوان المذكور بقططه من نافذة قصره وبدأ تقليدا سنويا لتعذيب القطط اسماه "مهرجان القطط"! وخلال القرون الوسطى كانت القط...