المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر 11, 2009

أفق الكلمات

صورة
حلمتُ بفارسَين، احدهما عارٍ تماما والآخر كذلك. كانا على وشك الدخول إلى شارعين متماثلين. يرفع حصاناهما القدم ذاتها ويدخلان الشارعين على التوالي. احد الشارعين يفيض بنور شديد بينما الآخر شفّاف كما في لوحة رافائيل زواج العذراء . وعلى البعد يوجد كثير من البلّلورات. وفجأة امتلأ احد الشارعين بضباب متحرّك بدأ يتكاثف بالتدريج حتى كوّن لجّة رصاصية لا يمكن اختراقها. كلا الفارسين كان سلفادور دالي. احدهما حبيب غالا، والآخر لا يعرفها. - سلفادور دالي، رسام اسباني في سنوات مراهقتي، سنوات الدهشة والاندفاع، أمضيت الشهور وسهرت الليالي محاولا أن ارسم صورتها. كانت جارة ثم زميلة دراسة في ما بعد. متألّقة كشبابها، مشتعلة كحماسها، ورقيقة كحنانها. وحين أتممت اللوحة هرولت لأقدّمها لها وأنا ارقبها في فرح وقلق. غير أنها أعطتني إياها وعيناها تهمسان: ليست صورتي يا سيّدي. فرجعت أتعثّر في خجل واثقا أني لم أخطئ المكان. حتى إذا ما عدت أتأمّل لوحتي اكتشفت أنني رسمت صورتي! - يوسف الشاروني، أديب مصري بالنسبة إليّ، لا يمكنني التيقّن من أيّ شيء. غير أن منظر النجوم في السماء يجعلني أحلم. في غالب الأحيان، أفكّر أن الليل أكثر ح...

فنّ البورتريه: صورة المبدع

صورة
الهدف المشترك للكاتب والرسّام والموسيقي هو التقاط المَشاهد أو الحالات الانفعالية والمزاجية وتصويرها ومحاولة إبراز الرؤى المنفردة على الورق أو رقعة الرسم أو من خلال النغم. الكتّاب يكتبون غالبا عن الفنّانين والموسيقيين في الروايات والمقالات والسير الذاتية. بينما الرسّامون يصوّرون الكتّاب والموسيقيين الذين عرفوهم وأولئك الذين يجدون في حياتهم ما يدفعهم الفضول لرسمه. وكثيرا ما يرسم الرسّامون بوتريهات للكتّاب أو الموسيقيين لكي تراهم الأجيال القادمة. لكن أفضل اللوحات هي التي تأتي من تصوّر واضح أو علاقة خاصّة بالموضوع. ومثلما أن للموسيقى والرسم علاقة مشتركة باللون والنغم والشكل والإيقاع، فإن تصوير الملحّنين والموسيقيين يتطلب مهارة محدّدة لإيصال الموسيقى داخل روح الموضوع. غوته أديب وعالم وفيلسوف ألماني من زعماء حركة العاصفة والاندفاع الأدبية. تطوّر فنّه وزادت خبرته بعد زيارته لايطاليا وتأثّره بالثورة الفرنسية. في العام 1786 سافر غوته إلى ايطاليا. ومن هناك كتب إلى أصدقائه في ألمانيا يخبرهم بانطباعاته ومشاهداته عمّا أصبح يُعرف في ما بعد بالرحلة الايطالية. كان غوته مدفوعا بدراسة السمات الطبيعية لب...

أفكار في الفن

صورة
في هذا العصر، ازداد متوسّط العمر المتوقّع للإنسان من الجنسين ليبلغ أحيانا السبعين عاما. وربّما لهذا السبب، فإننا لا نميل إلى التفكير كثيرا في الحياة والموت. لكن عندما يقترب الإنسان من سنّ الأربعين، فإن مثل هذه الأفكار تصبح أكثر حضورا. وطبعا من المستحسن، وبصرف النظر عن العمر، أن لا ندع مثل هذه الأفكار تهيمن على تفكيرنا أو تفسد علينا أوقات صفونا. لكن قبل مائتي عام، أي عندما كان ابسط الأمراض يهدّد بوضع نهاية مبكّرة لحياة الإنسان مهما كان عمره، فإن هذه الأفكار التي تتناول هواجس الحياة والموت كانت أكثر شيوعا وانتشارا. كان الناس وقتها يشعرون بأن لا سيطرة لهم على أمور صحّتهم وحياتهم. لذا كانوا يميلون إلى فلسفة الأمور ويناقشون مكان الحياة والموت في الخطّة الكبيرة التي وضعها الخالق للأشياء. كان كاسبار ديفيد فريدريش رسّام طبيعة ألمانيّاً عاش في بدايات القرن التاسع عشر. ويبدو، من خلال طبيعة لوحاته، انه لم يكن يفكّر في شيء آخر غير الحياة والموت. ولد فريدريش عام 1774 لأب كان يعمل في صنع الشموع. ورغم انه ولد في بوميرانيا على ساحل بحر البلطيق، إلا انه نشأ في دريسدن بألمانيا حيث تلقّى تربية ...