المشاركات

عرض المشاركات من يوليو 27, 2025

نصوص مترجمة

صورة
أحيانا نميل إلى اعتبار الإرهاب ظاهرةً خاصّة بعصرنا. ومع ذلك، فقد قُدّمت شخصيات روّاد الإرهاب المعاصر، أي الفوضويين والعدميين، في الأدب الروائي قبل نشوب أيّ من الحربين العالميتين. فروايتا" الشياطين" لفيدور دوستويفسكي "1871" و"العميل السرّي" لجوزيف كونراد "1907"، وهما من روائع الروايات الحديثة المبكّرة، تتناولان الثوّار السرّيين. وتشكّل رؤى هذين الكاتبين قراءة شيّقة لكلّ من يواجه صعوبة في فهم الفظائع العشوائية والعقلية الكامنة وراءها. غير أن الروايتين متناقضتان تماما في بعض الجوانب. فـ "الشياطين "تتّسم بطابعها الحادّ الذي يتأرجح بين الكابوس والمرح، بينما تتسم "العميل السرّي" بنبرة أكثر رصانة وكآبة. وشخصيات "الشياطين" أكثر وقصّتها أطول بكثير من سرد كونراد الأكثر تركيزا. لكن ما يجمع الروايتين هو أنهما تُصدران حكما قاسيا على من يسعون إلى اختصار طريق التغيير المجتمعي عبر العنف. وثوّار دوستويفسكي وكونراد مختلّون عقليّا ومنبوذون ومنقطعون عن الدراسة ومبذّرون وأرواحهم تائهة وعملهم لا يثمر خيرا. والروايتان مأساويتان،...

خواطر في الأدب والفن

صورة
"كسّارو الحجارة" هو اسم هذه اللوحة الأيقونية التي رسمها الفرنسي غوستاف كوربيه عام ١٨٤٩. وتروي اللوحة قصّة مؤثّرة عن العمل والكفاح والحالة الإنسانية، بتصويرها الواقعَ القاسي لحياة الطبقة العاملة. وفيها يرسم الفنّان عاملين بملابس بسيطة ورثّة وهما منهمكان في تكسير وإزالة الحجارة من طريق قيد الإنشاء على تلّ منخفض. التلّ يمتدّ إلى أقصى الزاوية اليمنى العليا، حيث يظهر جزء صغير من السماء الزرقاء، للإيحاء بأن هؤلاء العمّال معزولون ومحاصَرون جسديّا واجتماعيّا واقتصاديّا بسبب عملهم المُضني والشاقّ. وقد أضاف الرسّام تفاصيل دقيقة إلى اللوحة لنعرف المزيد عن نوعية حياة العاملَين وتعبهما البدنيّ والظروف القاسية التي يتحمّلانها. فمثلا، تبدو ملابسهما ممزّقة وبالية، وهناك قِدر طبخ ورغيف خبز محترق وملعقة الى اليمين. وقد استخدم الرسّام ضربات الفرشاة الخشنة التي تنقل الملمس والحركة، لإظهار الطبيعة الجسدية الشاقّة للعمل. ويمكن أن نستنتج من تأثير الضوء والقبّعة التي تحجب جزءا من وجه أحد العاملين أنهما يعملان في جوّ حارّ ولا يحظيان بالكثير من الراحة أثناء تأدية عملهما. وبالإضافة الى أن ا...

جوهرة القصر

صورة
في اللوحة التي فوق، يصوّر الفنّان الروسي ڤاسيلي ڤيريشاغين جمال وعظمة "تاج محل" وانعكاساته في المياه الهادئة، مركّزا بشكل خاصّ على هندسته المعمارية الرائعة التي تثير شعورا بالسكينة والهدوء والتأمّل. كان ڤيريشاغين قد انطلق في أواخر عام ١٨٧٤ مع زوجته في جولة واسعة في جبال الهيمالايا والهند والتبت استغرقت أكثر من عامين. وتضمّنت تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر جولات شاقّة على ظهور الخيول والجمال، وأحيانا المشي على الأقدام. وبالإضافة إلى درجات البرودة الشديدة، واجه الرسّام حيوانات مفترسة وقطّاع طرق ونجا من غرق شبه مؤكّد. في ذلك الوقت كان التنافس بين روسيا وإنغلترا على مناطق النفوذ على أشدّه. ورغم أن فيريشاغين كان رسّاما عسكريّا، إلا أن الحكومة البريطانية سمحت له بالدخول الى الهند والسفر فيها بحرّية. لكن الإنغليز استاءوا فيما بعد من لوحة أخرى للرسّام عن حرب الاستقلال الهندية، تُظِهر جنودا هنودا يُعدَمون بربطهم بفوّهات البنادق. وكانت تلك أوّل صورة تصوّر وحشية الحكم البريطاني للهند. أثناء رحلته الهندية، وجد فيريشاغين إلهاما كبيرا في الألوان الزاهية والتضاريس المتنوّعة لتلك ال...

نصوص مترجمة

صورة
أتذكّر من كتاب "ألف ليلة وليلة" قصّة حالمة تحكي عن رجل أطلق سهمه في سهل ليختبر مدى قدرته على الرمي. وعندما ذهب للبحث عن السهم فيما بعد، لم يجده في المكان الذي ظنّ أنه سقط فيه. لكنه تابع سيره بعناد في الاتجاه الذي أطلقه فيه، راغبا في العثور عليه مرّة أخرى. وبعد ثلاثة أيّام بلياليها، وجده عند سفح صخرة ارتدّ السهم منها. وبينما انحنى ليلتقطه، رأى كيف انفتح وجه الصخرة، وعندما دخل وجد نفسه في عالم آخر من غابات وبِرَك تجلّت لعينيه في جمال لم يسبق أن رآه من قبل. ونهض أمامه قصر يتلألأ بالذهب والجواهر الثمينة. وفي ذلك القصر، وجد امرأة من أجمل النساء. وبعد أيّام عرضت عليه المرأة أن تهبه كلّ ما رآه، شرط ألا يبدي رغبته، ولو تلميحاً، في الرحيل. وبقي الرجل هناك سبع سنوات. وذات يوم، تنهّد للحظة واحدة عن غير وعي، متذكّرا العالم خارج القصر، وإذا به يقف مرّة أخرى وسط الرمال خارج جدار الصخرة الشديد الانحدار، وكلّ ما مرّ به بدا له وكأنه لم يدُم أكثر من ساعة. بيرتس ايفيز ❉ ❉ ❉ "شانتارام" ليست سيرة ذاتية، بل رواية. وإذا كانت تبدو كـ "سيرة ذاتية"، فإنني أعتبر ذ...