المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 22, 2025

خواطر في الأدب والفن

صورة
كُتبت هذه الكلمات قبل أكثر من 30 عاما. وتُنسب الى جورج كارلن، وأحيانا الى كاتب يُدعى بوب مورهيد. وقد رأيت إعادة نشر المقال بعد ترجمته الى العربية، لأن مضمونه ما يزال وثيق الصلة بوقتنا الحاضر. ◦ من مفارقات عصرنا أننا ننفق أكثر، ونكسب أقل. نشتري أكثر، ونستمتع أقل. لدينا منازل أكبر، وعائلات أصغر. خبراء أكثر، لكن مع مشاكل أكثر. أدوية أكثر، لكن مع صحّة أقل. ضاعفنا ممتلكاتنا، ولكن قلّلنا قيمنا. تعلّمنا كيف نحيا، ونسينا كيف نعيش. أضفنا سنوات إلى الحياة، وليس حياة إلى السنوات. وقطعنا كامل المسافة إلى القمر وعدنا منه، لكنّنا لا نستطيع عبور الشارع القريب لملاقاة جار أو صديق. غزونا الفضاء الخارجي وأغفلنا الفضاء الداخلي. فعلنا أشياء أكبر، ولكن ليست أفضل. نكتب كثيرا، ونتعلّم قليلا. نخطّط أكثر، وننجز أقل. تعلّمنا أن نتعجّل، لا أن ننتظر. هذا عصر الوجبات السريعة والهضم البطيء، عصر الرجال الكبار، لكن بشخصيات صغيرة. عصر الأرباح المرتفعة والعلاقات الضحلة، عصر الأجساد المترهّلة، والأقراص التي تفعل كلّ شيء، من البهجة إلى الهدوء إلى القتل. إنه الوقت الذي تستطيع فيه التكنولوجيا ارسال هذه الكلمات ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
كتب الروائي الأمريكي جون شتاينبك ذات مرّة أن هناك قصّة واحدة في العالم تخيفنا وتلهمنا، حتى أننا نعيش في دوّامة من التفكير والتساؤل المستمر. وأضاف: البشر عالقون - في حياتهم، في أفكارهم، في جوعهم وطموحاتهم، في جشعهم وقسوتهم، وفي لطفهم وكرمهم أيضا - في شبكة من الخير والشرّ. وأعتقد أن هذه هي القصّة الوحيدة التي لدينا، وهي تحدث على جميع مستويات الشعور والذكاء". ويضيف: كانت الفضيلة والرذيلة نسيج وعينا الأوّل، وستكون نسيج وعينا الأخير، بغضّ النظر عن أيّ تغييرات قد نفرضها على النهر والجبل، على الاقتصاد والأخلاق. لا توجد قصّة أخرى. الإنسان، بعد أن ينفض غبار حياته، لن يكون لديه سوى الأسئلة الصعبة والواضحة: هل كانت خيرا أم شرّا؟ هل أحسنتُ أم أسأت؟ ثم يتحدّث الكاتب عن الانطباع الذي يتركه موت إنسان في أذهان الناس ويقول إنه في عصرنا، إذا كان الشخص الميّت قد امتلك ثروة ونفوذا وسلطة وكلّ ما يثير الحسد، وبعد أن يقيِّم الأحياء ممتلكاته ومكانته وأعماله وآثاره، فإن السؤال الذي يثار هو: هل كانت حياته طيّبة أم شرّيرة؟ هل سيحزن الناس لفقده أم يفرحون؟ ثم يذكر شتاينبك قصّة وفاة ثلاثة أشخاص كان أ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
كان بيتهوڤن يضع على مكتبه دائما كتباً لبلوتارك وهوميروس وأوفيد وأبيكتيتوس ويقضي وقتا في قراءتها. واستمرّ يفعل هذا حتى عندما كان على فراش مرضه الأخير. في عصره، كانت ڤيينا تعيش حالة من "الحضارة اليونانية". وكان من عادته عندما يكون لوحده أن يسلّي نفسه بقراءة اليونانيين القدماء. وكان مُلِمّا بالأدب والفلسفة الإغريقية منذ صباه، كما كان على علم بالفلسفة الرواقية القديمة، وبخاصّة كتابات أبيكتيتوس. وكان هذا الأخير يرى أن الأهواء لا تنشأ إلا من عدم تحقّق رغباتنا، ما يفسح المجال للاضطرابات والأمراض النفسية ويتسبّب في حزن الإنسان وشعوره بالاستياء من الغير، وبالتالي عجزه عن الاستماع إلى العقل. وكان حلّ بيتهوفن لمشكلة الأهواء يشكل تحديّا. وقد أدرك أن ضبط النفس هو أحد الجوانب التي يجب عليه تحسينها. كما رفض هوس الرغبات المادّية ونأى بنفسه عن الترف والبذخ. ذات مرّة ذهب مع بعض أصدقائه لتناول الغداء في مطعم. ولما لاحظ كثرة الطعام على المائدة قال: لماذا كلّ هذه الأطباق؟ هذا طعام كثير، من سيأكله؟! إن الإنسان لا يرتقي فوق مستوى الحيوانات الأخرى إذا كانت ملذّاته الرئيسية تنحصر في الطعام وال...