خواطر في الأدب والفن
عندما أصبح فريدريك الثاني ملكا على صقليّة، كان قد أتقن تماما القراءة والكتابة باللغة العربية. وكان يحيط نفسه بالعديد من العرب في بلاطه. كان يقدّر كثيرا العلوم والفلسفة العربية، وكان على اتصال دائم بالإسلام. كما واصل احترام التراث الإسلامي في جزيرته، أي صقلّية. وعندما زار فريدريك بيت المقدس، أصدر مضيفُه السلطان الكامل أمرا بألا يؤذّن المؤذّن للصلاة مراعاة ومجاملة لضيفه المسيحي. ولما سأل فريدريك القاضي الذي انتدبه السلطان لمرافقته لماذا لم يُرفع صوت الأذان أجاب: فعلنا هذا مراعاة لك واحتراما لزيارتك". فقال له القيصر: من الخطأ أن تغيّروا عاداتكم من أجلي، وإنه ليسعدني كثيرا أن أسمع صوت الأذان وتلاوة القرآن". كان فريدريك محبّا للعرب ومثالا في تسامحه وانفتاحه. وكان قد اختار معظم مستشاريه في مملكته من العرب. ويصفه المستشرق الألماني بوركهارت بأنه "أوّل حاكم عصري ومستنير يتبوّأ العرش". اما المستشرقة زيغريد هونكه فتعزو إعجاب فريدريك بالعرب والمشرق إلى ما ورثه في طفولته من أسلافه النورمان من حبّ للعرب وتقدير لحضارتهم. في اللوحة فوق، يظهر فريدريك الثاني وهو يحمل صقرا. ...