المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 16, 2024

خواطر في الأدب والفن

صورة
عندما أصبح فريدريك الثاني ملكا على صقليّة، كان قد أتقن تماما القراءة والكتابة باللغة العربية. وكان يحيط نفسه بالعديد من العرب في بلاطه. كان يقدّر كثيرا العلوم والفلسفة العربية، وكان على اتصال دائم بالإسلام. كما واصل احترام التراث الإسلامي في جزيرته، أي صقلّية. وعندما زار فريدريك بيت المقدس، أصدر مضيفُه السلطان الكامل أمرا بألا يؤذّن المؤذّن للصلاة مراعاة ومجاملة لضيفه المسيحي. ولما سأل فريدريك القاضي الذي انتدبه السلطان لمرافقته لماذا لم يُرفع صوت الأذان أجاب: فعلنا هذا مراعاة لك واحتراما لزيارتك". فقال له القيصر: من الخطأ أن تغيّروا عاداتكم من أجلي، وإنه ليسعدني كثيرا أن أسمع صوت الأذان وتلاوة القرآن". كان فريدريك محبّا للعرب ومثالا في تسامحه وانفتاحه. وكان قد اختار معظم مستشاريه في مملكته من العرب. ويصفه المستشرق الألماني بوركهارت بأنه "أوّل حاكم عصري ومستنير يتبوّأ العرش". اما المستشرقة زيغريد هونكه فتعزو إعجاب فريدريك بالعرب والمشرق إلى ما ورثه في طفولته من أسلافه النورمان من حبّ للعرب وتقدير لحضارتهم. في اللوحة فوق، يظهر فريدريك الثاني وهو يحمل صقرا. ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
"روبنسون كروزو" و"دون كيشوت" كانتا من أوائل ما قرأت من الكتب المترجمة. ورغم أنني نسيت معظم أحداث الروايتين، إلا أنني ما زلت أتذكّر إلى اليوم العديد من رسوماتهما التوضيحية المدهشة والتي نُقلت هي أيضا من النسخ الأصلية. رسم الكتب شهد عصرا ذهبيا زمن الفيكتوريين. وقتها كان الفنّ عنصرا مهمّا من أيّ كتاب، لأنه يوضّح ويشرح أكثر ويضيف معنى للقصّة ويزيد من الجاذبية الجمالية للنص. لكن في ما بعد ظهر رأي يتبنّى فكرة "النقاء الأدبي"، ويقول إن مرافقة الصور أو الرسومات للأدب يُعدّ إفسادا له من الناحية الجمالية. وهناك من يرى ألا أهمية للرسومات، على أساس أن القارئ يجب أن يطلق العنان لمخيّلته أثناء القراءة وأن من واجب الكاتب أو المؤلّف أن لا يكتب فقط، بل أن يُظهر للقارئ ما الذي يعنيه دونما حاجة لصور أو رسوم. وهناك اليوم بعض الكتاب، وهم قليلون، ممّن يتمتّعون بأساليب لغوية بصرية، أي أن مقدرتهم على الوصف والتخيّل فائقة لدرجة تنتفي معها الحاجة للرسومات. ❉ ❉ ❉ رمزية الحيوانات ملمح مهم في الفنّ والأدب منذ أقدم الأزمنة. وفي العصور الوسطى والتي سبقتها كان...