المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس 25, 2013

حكايات صينية 3 من 3

صورة
ظلّت الصين دائما في حالة عدم وفاق مع كلّ ما هو أجنبيّ. وكان الصينيون يَعتبرون أن جميع الشعوب التي تعيش خارج حدود السور العظيم هم من البرابرة. ولكن في بعض الأحيان كان الغزاة موضع ترحيب داخل الأسرة الصينية الكبيرة. وأحد هؤلاء كان قُبلاي خان. في القرن الثالث عشر، لم يكن احد يدرك كم أن هذا العالم كبير وواسع. لذلك لم يكن غريبا أن ينطلق المغول خارج مراعيهم ومروجهم وفي ذهنهم فكرة أن يبسطوا سيطرتهم على العالم أجمع. عندما توفّي الزعيم القويّ جنكيز خان عام 1227، كان قد أسّس بالفعل إمبراطورية تمتدّ من المحيط الهادئ إلى حدود أوروبّا. وكان على حفيده قبلاي خان أن يكمل تلك المهمّة. وقد بدأ الأخير مسيرته بالاتجاه جنوبا لمهاجمة سلالة سونغ الصينية. لكن الصين كانت إمبراطورية موحّدة لأكثر من ألف عام. وبالنسبة لحكّام سلالة سونغ، لم يكن متصوّرا على الإطلاق أن يتمكّن المغول من الاستيلاء على كامل التراب الصينيّ. كان الأمر أشبه بأن تحتلّ قبيلة بدائية روما، أو بأن تحتلّ قبيلة هندية كلا من كندا والولايات المتحدة. كان أمرا لا يمكن تصوّره أبدا. لذا عندما حدث، كان يمثّل صدمة وكارثة. الإمبراطور الطفل أقد...

حكايات صينية 2 من 3

صورة
مضى على موت ماو تسي تونغ أربعون عاما. لكن رفاته ما تزال محفوظة داخل ضريح في ساحة تيانان مين أو ميدان السلام السماوي. هذا الميدان يُعتبر القلب الرمزي للدولة الصينية، ومنه أعلن ماو الصين جمهوريةً شعبية عام 1949. ماو، أو الإمبراطور الأحمر كما كان يُلقّب، كان يعزو فكرة هذا البلد الشاسع والعريق إلى مؤسّس عاش قبل حوالي ألفي عام. هذا الرجل هو تشين جن هوان، الإمبراطور الذي ارتبط اسمه بما يُعرف الآن بجيش التماثيل الطينية. وقد أطلق اسم تشين الأوّل على هذا البلد، ولولاه لما كانت هناك اليوم دولة تُدعى الصين. ضريحا ماو وتشين يُعتبران اليوم قبلة للزوّار الأجانب الذين يحلّون ضيوفا على الصين. غير أن هناك أيضا شيئا آخر مشتركا بين هذين الرجلين، فقد علّم تشين ماو دروسا في كيفية اضطهاد وقمع المثقّفين. قبل تشين جن هوان، كانت الصين عبارة عن ارض تحوي عددا من الدول المتباينة والمتباعدة. وكان لكلّ دولة كتابتها وتقويمها الخاصّ. تشين نفسه كان ملكا على دولته الصغيرة منذ أن بلغ سنّ الثالثة عشرة. وقد بدأ حكمه بإزالة ما كان يعتبره تهديدا لعرشه عندما أمر بإعدام عشيق والدته ومعه كافّة أفراد أسرته. و...

حكايات صينية 1 من 3

صورة
احد الأشياء المثيرة للاهتمام في التاريخ الصيني هو الطريقة التي يصبح بها البشر آلهة أو مخلوقات قريبة من الآلهة. ومفهوم ولاية السماء في الثقافة الصينية ينطوي على فكرة مؤدّاها أنه إذا كان الحاكم جيّدا فإن السماء تُسرّ لذلك وكلّ شيء يسير على ما يرام. وإن كان سيّئا فإن السماء تُظهر استياءها من خلال الزلازل والفيضانات وغيرها من كوارث الطبيعة التي تُعتبر مؤشّرات على وجوب إطاحة الحاكم وتغييره. في القرن الخامس قبل الميلاد، كان لدى أوربّا سقراط، وكان لدى الصين كونفوشيوس. وكلا هذين الفيلسوفين كانا منشغلين بالتنظير عن الأخلاق وعن طبيعة العلاقة التي يجب أن تسود بين الفرد والدولة. وقد اعتاد كثير من الناس على أن ينظروا إلى كونفوشيوس باعتباره الشخص الذي وضع حجر الأساس للفلسفة السياسية الصينية، مع انه إنّما كان يعيد تشكيل أفكار كانت قد أخذت في التبلور على مرّ قرون عديدة. معلّم كونفوشيوس، وربّما أبوه الروحي، كان شخصا يُدعى الأمير جو. كان هذا الأمير رجل فكر ودولة. وقد اقترن اسمه بتأسيس سلالة جو التي حكمت الصين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد. في زمن الأمير جو وتحت سلطة شقيقه، كانت هناك ف...