مذكرات عزيز نسين - 2 من 2
3- يـد أولّ أنـثـى! كانت العمّة سارة وزوجها محمد أفندي يعيشان في إحدى الغرف الثلاث التي شغلنا إحداها بعد عودتنا من المقبرة. وكان للعمّة سارة ابن في نفس عمري، كما كان لها ابنة من زوجها الأول اسمها سيرفت. كان محمد أفندي معتادا على ضرب سيرفت كل ليلة. وكانت الفتاة تبكي من شدة الضرب. أمّ الفتاة، أي العمّة سارة، نشأت من دون أب ولا أم وبدأت تحسّ بالضيق والألم جرّاء ما يحدث لابنتها. وكحلّ للمشكلة بدأت تحضر البنت إلى غرفتنا في بعض الليالي. وبما انه لم يكن عندنا سرير آخر فقد كنت وسيرفت ننام معا على نفس السرير. وقد لاحظت أن سيرفت كانت تتعمّد رفع الغطاء لتخرج يدها وتتحسّس بعض أجزاء جسمي، ثم تمسك بيدي وتمرّرها على صدرها. كنت أحسّ بطريقة ما أن ما تفعله أمر غير لائق، ولكن نتيجة لشعوري بالخجل لم اكن اجرؤ على إخبار أحد. وقد اعتدت النوم وأذني مصغية إلى إيقاع صوت ماكينة الخياطة فيما كانت يدي الصغيرة مستقرّة على الموضع الذي ترغبه سيرفت! وفي أحد الأيام القوا بسيرفت خارج البيت. بعد سنة تقريبا عادت الفتاة إلى المنزل. لقد أصبحت راقصة. كانت تنتعل كعبا عاليا. وقبل أن تنصرف أعطت أمها بعض النقود. لم نرَ سيرفت بعد...