نصوص مترجمة
في وقت مبكّر من عام 1504، عبّر ظهير الدين محمّد بابَر لأوّل مرّة عن رغبته في استكشاف الهند، أو هندوستان كما كانت تُسمّى. وواتته الفرصة لتحقيق ذلك بعد سنوات، عندما سيّر حوالي 12 ألف جندي بسرعة مذهلة إلى شمال الهند، واستدرج السلطان إبراهيم لودي إلى معركة في شمال دلهي وهزم جيش الأخير واستولى بسرعة على دلهي وأغرا. يقول بابَر في مذكّراته: في أوّل وصولنا إلى أغرا، كانت هناك كراهية وعداء ملحوظان بين سكّانها وشعبنا، حيث فرّ الفلاحون والجنود خوفا من رجالنا. وقدّم لنا النبلاء، بمن فيهم أحفاد ملوك هندوس سابقين، مجوهرات نفيسة من بينها ماسة كوهينور الشهيرة التي يزيد وزنها عن مائة قيراط". لكن تلك المجوهرات البرّاقة لم تُرضِ بابَر. كان همّه الأوّل بناء دولة. كما لم يكن راضيا عن هندوستان نفسها. ويشير إلى ذلك بقوله: هندوستان بلد ينقصها البريق. شعبها يفتقر إلى المظهر الحسن، لا علاقات اجتماعية ولا زيارات، لا عبقرية ولا كفاءة ولا مُثل. في الحرف اليدوية والعمل، لا شكل ولا تناسق، لا منهجية ولا جودة، لا خيول ولا كلاب جيّدة، لا عنب ولا شمّام ولا فواكه فاخرة، لا ثلج ولا ماء باردا، لا خبزا ...