رائحة الكتب
تخيّل نفسك جالسا في مكتبة تراثية، تمدّ يدك وتأخذ كتابا قديما، تفتح صفحاته فتنعشك رائحته وتستنشقها بعمق. بعض الكيميائيين يقولون إن تلك الرائحة هي مزيج من النوتات العشبية: فانيليا فوق طبقة من المسك، بالإضافة إلى موادّ عضوية كالحبر والورق والغراء والنسيج. وما يحدث هو أن كلّ هذه الأشياء تتفاعل مع الضوء والحرارة والرطوبة، ومع مرور السنوات تطلق مركبّات عضوية تلتقطها أنوفنا بينما تترجمها أدمغتنا إلى روائح. وإحساسنا بالرائحة قريب جدّا من مركز الذاكرة في الدماغ. ومن هنا الارتباط الوثيق بين الذاكرة والروائح. والعلماء يحاولون، ليس فقط معرفة الآثار الكيماوية للكتب، وإنما أيضا كيف تؤثّر الروائح في الأشخاص الذين يشترونها. ورائحة الورق تختلف من كتاب لآخر تبعا لاختلاف الموادّ الكيماوية المصنوع منها. لكن يُعتقد أن لرائحة الكتب ثلاثة مصادر: الورق والحبر المستخدم في الطباعة والموادّ اللاصقة المستخدمة في تجليد الكتاب كالغراء والجلد وما في حكمهما. في بعض الأحيان تتأثّر الكتب بالبيئة المحيطة، وهذا هو السبب في أن لبعضها رائحة التبغ أو القهوة وأحيانا رائحة فراء القطط. وبعض الروائح يمكن أن ت...