رسائل ڤان غوخ
تُشكّل رسائل الفنّان الهولندي فنسنت فان غوخ إحدى أعظم متع الأدب الحديث، ليس فقط بسبب الجمال المتأصّل في النثر ودقّة الملاحظات، ولكن أيضا بسبب تصويرها للفنّان كإنسان مكرّس كليّا وبلا أنانية للعمل المطلوب أن ينذر نفسه لأجله. والرسائل هي عبارة عن يوميّات أو سيرة ذاتية تأمّلية. وسوف يكتشف أيّ شخص مُلمّ بالرسومات واللوحات التي أبدعها الفنّان أثناء حياته القصيرة والمكثّفة أن الرسائل تُسلّط الضوء على الكثير من جوانب شخصيّته كإنسان وكفنّان. ومعظم تلك الرسائل وجّهها فان غوخ إلى شقيقه ثيو. لكنّه أيضا تَراسلَ مع شقيقته ويلهلمينا ومع بعض زملائه الرسّامين مثل اميل برنار وبول غوغان. في البداية كانت كلماته تكشف عن رجل في ثياب كاهن أو رجل دين. كانت مليئة بكلمات الإنجيل وبالإشارات الدينية. لكن قبل وفاته ببضع سنوات، تخلّى عن طموحاته ومواعظه الدينية وأصبح يضمّن رسائله تأمّلات وجدانية وفلسفية. والكثير من النقّاد لاحظوا أن فان غوخ كان يكتب رسائله بمزاج مسترخٍ وروح متفائلة، حتى في أصعب أوقات معاناته النفسية. وآخر رسالة كتبها لم تكن "رسالة انتحار" بل كانت رسالة ناقصة إلى أخيه وُجدت في ج...