المشاركات

عرض المشاركات من يناير 21, 2018

باغانيني: لا كامبانيللا

صورة
ما أن تُذكر آلة الكمان حتى يأتي إلى الذهن اسم الايطاليّ نيكولو باغانيني (1782-1840) الذي يعتبره الكثيرون أشهر عازف كمان في تاريخ الموسيقى. ترك باغانيني بصمته كأحد أعمدة موسيقى الكمان في العالم. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه كان أيضا مؤلّفا موسيقيّا موهوبا وعازفا بارعا على آلة وترية أخرى هي الغيتار. عندما زار باغانيني ألمانيا، كانت شهرته كمؤلّف موسيقيّ وعازف لامع على الكمان قد سبقته إلى هناك. وقد التقى في زيارته تلك شوبيرت، ثم عزف في منزل الشاعر والفيلسوف غوته في فيمار ببرلين. وامتدح الأخير عزفه على الكمان بقوله: لقد سمعت شيئا أشبه ما يكون بلمعان الشهب". كما التقى هناك فرانز ليست الذي وصفه "بالمعجزة". ألّف باغانيني العديد من المقطوعات المعروفة. لكن أشهرها هو كونشيرتو الكمان رقم اثنين، وخاصّة الحركة الثالثة منه المسمّاة لا كامبانيللا والتي أصبحت عنصر إلهام للكثير من الموسيقيين حول العالم. ولا كامبانيللا معناها بالايطالية "الجرس الصغير"، نسبةً إلى التأثيرات التي تشبه الجرس والتي تُسمع في أجزاء العزف المنفرد وفي الاوركسترا. وقد اقتبس المؤلّف هذه الموس...

بروست والرَّسم

صورة
تتألّف رواية "البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست من سبعة مجلّدات وثلاثة آلاف صفحة. وطول الرواية هو احد الأسباب التي تجعل الكثيرين يتردّدون في قراءتها. لكنّ النقّاد يحتفون بها كثيرا لشغفها بكلّ شيء تقريبا، من المعمار والبصريات إلى الموسيقى الكلاسيكية والموضة والطبخ الفرنسيّ. وهناك من يصف الرواية بأنها احد أكثر الأعمال البصرية ثراءً وعمقا في الأدب الغربيّ بسبب العدد الكبير من اللوحات الفنّية التي يتحدّث عنها المؤلّف في نسيج الرواية. وبروست نفسه قال ذات مرّة للناقد جان كوكتو: كتابي هو عبارة عن رسم". كان بروست يحبّ الرسم الكلاسيكيّ والحديث، وكان منجذبا إلى الانطباعية والتكعيبية على وجه الخصوص. وقبل أن يكتب روايته، كان يحمل في رأسه متحفا كاملا من اللوحات. إذ كان قد رأى اللوفر كثيرا وقرأ العديد من كتب الفنّ. وقد استدعى هذه الأعمال الفنّية إلى عقله وقام بإعادة استنساخها كي يملأ بها الممرّات الطويلة والمتعرّجة لروايته. وإذا كنت لم تقرأ بعد رواية بروست وتنوي قراءتها الآن، فإن كتاب ايريك كاربيلز بعنوان "الرسم في رواية بروست" يصلح لأن تتّخذه رفيقا لك أثناء ا...