خواطر في الأدب والفن
يذكر المؤرّخ الإيطالي جورجيو ڤاساري في كتابه "حياة الفنّانين" قصّة مشهورة عن فنّان إيطالي يُدعى فيليپو ليپي (1406 - 1469). كان هذا الرسّام مسافرا في أحد الأيّام في قارب مع بعض أصدقائه. وفي عرض البحر قبض عليهم بعض البحّارة المغاربة الذين كانوا يجوبون تلك السواحل، وأخذوهم إلى بلاد المغرب ووضعوهم في السجن. وظلّ الرسّام هناك يعاني الضيق الشديد لمدّة 18 شهرا. ولكن ذات يوم، وبينما كان في صحبة سيّده المغربي، خطرت له فكرة رسم صورة له. فأخذ فحما مطفأً من النار ورسمه بكامل طوله وبزيّه المغربي على جدار أبيض. وبدا لسيّده ومرافقيه أن ما فعله الرسّام كان معجزة، حيث لم يكن الرسم يمارَس في تلك المناطق. وكانت تلك الصورة البسيطة سببا في مكافأة "ليپي" بتحريره من السلاسل التي قيّدته لفترة طويلة ومن ثم نقله بأمان إلى نابولي. وهذه القصّة تثبت ما للفنّ من قوّة عظيمة ومؤثرة. فبسبب صورة، مُنح رسّام جائزة لا تُقدّر بثمن! وبدلاً من معاقبته، وُهبت له الحرّية بدل الموت. ❉ ❉ ❉ ينطوي رهاب التضاريس أو الأماكن Topophobia على روابط عاطفية سلبية بين البشر وبعض البيئات، كالمس...