المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 8, 2024

خواطر في الأدب والفن

صورة
يذكر المؤرّخ الإيطالي جورجيو ڤاساري في كتابه "حياة الفنّانين" قصّة مشهورة عن فنّان إيطالي يُدعى فيليپو ليپي (1406 - 1469). كان هذا الرسّام مسافرا في أحد الأيّام في قارب مع بعض أصدقائه. وفي عرض البحر قبض عليهم بعض البحّارة المغاربة الذين كانوا يجوبون تلك السواحل، وأخذوهم إلى بلاد المغرب ووضعوهم في السجن. وظلّ الرسّام هناك يعاني الضيق الشديد لمدّة 18 شهرا. ولكن ذات يوم، وبينما كان في صحبة سيّده المغربي، خطرت له فكرة رسم صورة له. فأخذ فحما مطفأً من النار ورسمه بكامل طوله وبزيّه المغربي على جدار أبيض. وبدا لسيّده ومرافقيه أن ما فعله الرسّام كان معجزة، حيث لم يكن الرسم يمارَس في تلك المناطق. وكانت تلك الصورة البسيطة سببا في مكافأة "ليپي" بتحريره من السلاسل التي قيّدته لفترة طويلة ومن ثم نقله بأمان إلى نابولي. وهذه القصّة تثبت ما للفنّ من قوّة عظيمة ومؤثرة. فبسبب صورة، مُنح رسّام جائزة لا تُقدّر بثمن! وبدلاً من معاقبته، وُهبت له الحرّية بدل الموت. ❉ ❉ ❉ ينطوي رهاب التضاريس أو الأماكن Topophobia على روابط عاطفية سلبية بين البشر وبعض البيئات، كالمس...

قصّة من روما القديمة

صورة
في التاريخ الروماني، لا تعرف أحيانا متى تنتهي الأسطورة وأين يبدأ الواقع. كما تستوقفك الأدوار البالغة الأهمية التي تلعبها النساء في الكثير من أحداث تاريخ روما القديمة. ومن أشهر القصص التي يمتزج فيها الواقع بالخيال قصّة اغتصاب نساء سابينا التي وقعت حوالي عام 753 قبل الميلاد وورد ذكرها في الكثير من المصادر وفي كلام العديد من المؤرّخين. والحادثة ترتبط بالتاريخ المبكّر لروما وبحكم رومولوس، المؤسّس الأسطوري للمدينة والذي سُميت روما على اسمه. ومع أن القصّة غارقة في الأسطَرَة، إلا أنها تعكس الحقائق التاريخية لروما القديمة، حيث كانت التحالفات وصراعات القوّة أمورا شائعة. وقد تكون القصّة أيضا بمثابة تفسير أسطوريّ لاستيعاب القبائل المجاورة في مجتمع روما. المؤرّخ الروماني المشهور تايتوس ليڤي يروي أن سكّان روما كانت غالبيتهم من الذكور. وقد أدرك رومولوس أنه لكي تزدهر المدينة وتنمو، فإنها بحاجة إلى نساء لإنجاب الأطفال. كما قَدّر بأن مستوطنته الجديدة مهدّدة بألا تستمرّ سوى لجيل واحد فقط بسبب قلّة أعداد النساء لأنه لم يكن يحقّ للرومان الزواج من جيرانهم. وخوفاً من أن يصبح الرومان أمّة منقرضة،...

الشعر الأسود

صورة
"الشعر الأسود" واحدة من أربع قصص منفصلة يتضمّنها الفيلم الياباني "كايدان" من إخراج ماساكي كوباياشي (1964). وتبدأ القصّة بمشهد لمحارب ساموراي يمرّ بوقت عصيب، إذ يجد نفسه فجأة بلا عمل في كيوتو، العاصمة القديمة لليابان. ونرى زوجته المحبّة والوفيّة وهي تعمل بجدّ في النسج على نول في منزلهما من أجل تحسين معيشتهما. لكن الساموراي الزوج لديه خطط أخرى، ويريد أن يترك زوجته بحثا عن مراعٍ أكثر خضرة. ويرفض بقسوة توسّلات الزوجة له بأن يبقى الى جوارها. ويبحث الساموراي عن امرأة أخرى ثريّة توفّر له المكانة ووظيفة مرموقة مع الحاكم. وفعلا يجد الزوجة الثريّة التي يبحث عنها. لكن زوجته الجديدة لا تشبه زوجته السابقة. فهي أنانية وقاسية ولامبالية ومتغطرسة. وتمرّ سنوات، يتذكّر خلالها بحنين زوجته الأولى التي اعتادت العمل باستمرار حتى يتمكّنا من العيش بسعادة. وبعد أن أدرك أنه ما يزال يحبّها وعرف مدى ظلمه لها ونكرانه لجميلها، أصبح يملؤه الأسى والندم وهجَرَته راحة البال. وفي بعض الأحيان كانت زوجته السابقة تظهر له في أحلامه وهي جالسة وحدها في الغرفة الصغيرة من المنزل المتهالك الذي تركه...