روبنسون كروزو
أتذكّر أن أوّل رواية قرأتها كانت "روبنسون كروزو" للكاتب دانيال ديفو. وقد ظلّت تفاصيل تلك الرواية ماثلة في ذهني إلى اليوم. وكلّما شاهدت فيلما أو قرأت أو سمعت قصّة تتحدّث عن مفارقات ومصاعب العيش في جزيرة نائية، تذكّرت مغامرات روبنسون كروزو على ارض جزيرته المنعزلة والبعيدة. أحداث الرواية نفسها مثيرة ومشوّقة. والناس عادة تفتنهم مثل هذه النوعية من القصص التي تحكي عن أشخاص انقطعت بهم السبل وأخذتهم الأقدار في النهاية إلى ارض مجهولة وبعيدة. وتجربة كروزو الغريبة تتضمّن جميع عناصر الإثارة والتشويق التي يتطلّع إليها أيّ قارئ: سفن مبحرة أو غارقة وبحار عاصفة وأمطار جارفة وجزيرة خالية من البشر وبنادق وذخيرة وأكلة للحوم البشر الخ، أي كلّ ما يمكن أن يتوقّع الإنسان وجوده في جزيرة غرائبية ومهجورة. تبدأ الرواية بحديث بطلها روبنسون كروزو عن نفسه. ومن كلامه نفهم انه شابّ انجليزيّ ينزل إلى البحر لأوّل مرّة ويستقلّ سفينة باحثا عن المغامرة ومتجاهلا نصيحة والده. لكن السفينة تغرق في عرض البحر ويموت كلّ من كان على متنها باستثناء كروزو الذي ينتهي به المطاف على شاطئ جزيرة نائية. وهناك يعي...