المشاركات

عرض المشاركات من أبريل 6, 2025

خواطر في الأدب والفن

صورة
اسم اللوحة التي فوق "ڤيللا على شاطئ البحر" للفنّان السويسري أرنولد بوكلين من القرن التاسع عشر. وهي واحدة من سلسلة من اللوحات التي تتناول نفس الفكرة مع بعض التعديلات المعمارية البسيطة. وقد عاد بوكلين مرارا لرسم هذه الڤيللا كموضوع، ربّما لارتباطها في ذهنه بذكرى معيّنة أو حادثة ما. في الصورة، يظهر شاطئ وأشجار حُور طويلة ومبنى مهجور. وبين الأشجار رواق مظلّل تعلوه تماثيل تطلّ على الأمواج. وهناك امرأة وحيدة، يمكن أن تكون راهبة، ترتدي فستانا أبيض وشالاً أسود وتقف على الشاطئ بينما تتأمّل البحر. ونفس هذه المرأة المنعزلة تظهر في بقيّة لوحات السلسلة، لكن بمظهر مختلف نوعا ما. كان بوكلين يميل لرسم الڤيللات الرومانية وغيرها من المناظر الطبيعية في إيطاليا تمشيّا مع الذوق الفنّي السائد آنذاك. و"ڤيللا على شاطئ البحر" تتّسم بغموضها، إذ لا يوجد ما يدلّ على هويّة المرأة ولا سبب وجودها في هذا المكان. وقد تعمّد الرسّام استحضار دلالات مختلفة في هذا العمل الذي يوحي بالحزن والزوال والكآبة. ويقال إن هتلر، ولأسباب غير معروفة، استولى على إحدى هذه اللوحات كغنيمة حرب وأضافها لمجموعته ...

خواطر في الأدب والفن

صورة
في إحدى القرى البعيدة، عاش الأهالي حياة بسيطة ومتواضعة. كان كلّ منهم متحفّظا ومنشغلا بتأمين رزقه. لكن ذات يوم هطلت أمطار غزيرة ومفاجئة. فلجأ القرويون على عجل إلى حانة قريبة. وداخل الحانة، كان هناك أيضا رجل غريب. وعلى الرغم من أنه لم يكن مبلّلاً، إلا أنه كان ينظر إلى أسفل وكأنه يخفي شيئا. امتلأ الجزء الداخلي من الحانة بالضحكات المصحوبة بصوت المطر. ونسي أهل القرية سلوكهم المتحفّظ والصامت المعتاد، وأخذوا يتبادلون الأحاديث والمزاح ونمت بينهم علاقة حميمية غامضة. ووجد الرجل الغريب نفسه منجذباً إلى الدائرة. وعندما عُرض عليه مشروب، شعر ببعض الراحة والاسترخاء. ثم تمتم قائلاً: هذه القرية تتغيّر عندما تمطر، أليس كذلك؟" في النهاية، عندما توقّف المطر، ودّع أهل القرية بعضهم البعض، حاملين مشاعر دافئة في قلوبهم. وقال الرجل الغريب وهو يغادر: دعونا نلوذ بملجأ يحمينا كلّما أمطرت السماء". كانت تلك الكلمات تحمل معنى أكبر من مجرّد تحيّة. كانت تذكيرا لأهل القرية بالروابط التي تشكّلت بينهم أثناء تواجدهم في ملجأ المطر وبأهميّة دعمهم لبعضهم البعض مستقبلا. لكن بعد أن غادر الرجل، ارتفع ثاني...

أصول التنّين

صورة
من الغريب أن التنّين هو الحيوان الوحيد، من بين اثني عشر كائنا في الأبراج الصينية، الذي لا وجود له. ولطالما حيّرت هذه الحقيقة العلماء الصينيين الذين تساءلوا دائما عن مصدر استلهام التنّين في الأدب والحياة. في عهد أسرة هان الصينية، ارتبطت العديد من الآلهة وأنصاف الآلهة بالتنانين. وأحد أشهرها يقال له "التنّين المستجيب" الذي يقال أنه ساعد الإمبراطور الأصفر على هزم ملك آخر! كما يأتي ذكر العديد من الأبطال الأسطوريين الذين حُمل بهم بعد أن تزاوجت أمّهاتهم مع التنانين الإلهية. كان يُعتقد أن التنّين له سلطة على المطر. والصلوات التي تستدعي التنانين لجلب المطر شائعة في النصوص الصينية. وأحد الكتب القديمة يصف صُنع تماثيل طينية للتنانين خلال فترة الجفاف وجَعْل الشباب والفتيان يسيرون ويرقصون بين التماثيل من أجل تشجيع التنانين على جلب المطر. إحدى النظريات تقول إن التنّين تطوّر من الثعابين. ففي عام ١٩٤٦، تكهّن شاعر صيني بأن التنّين بدأ كنوع من الثعابين التي استخدمتها قبيلة قديمة كـ "طوطم". وبعد انتصار تلك القبيلة على قبائل أخرى في المعارك، كانت تدمج الطواطم الحيوانية للقبي...