المشاركات

عرض المشاركات من يونيو 24, 2012

رمزية أزهار الكرَز

صورة
تحتلّ أشجار الكرز مكانة مهمّة في ثقافة العديد من شعوب العالم. فهي رمز للخصوبة والزواج والجمال والتواضع. الصينيون القدامى كانوا يعتبرون الكرز رمزا للخلود. وفي حديقة إحدى إلهات الصين، تُزهر شجرة الكرز مرّة كلّ ألف عام. في الأساطير القديمة، ارتبط الكرز بطائر العنقاء الذي ينهض من بين الرّماد. وفي سويسرا، يسود اعتقاد بأن شجرة الكرز يمكن أن تحمل بوفرة إذا كان أوّل آكلي ثمارها امرأة وضعت لتوّها مولودا. وفي رواية بستان الكرز لـ انطون تشيكوف، يرمز الكرز إلى ماضي روسيا الغابر. في نهاية الرواية، تبيع العائلة منزلها ليُهدم، ثم تبيع بستان الكرز الذي تملكه لتُقطع أشجاره وتباع كحطب. الدرس المستخلص من الرواية هو أن المجتمع يتغيّر ويتطوّر باستمرار، وأن التغيير أمر محتوم بصرف النظر عمّا يريده الفرد أو ما يتمسّك به من أفكار أو قيم. لكن ليس هناك شعب ارتبطت أزهار الكرز بثقافته وفنّه بمثل ما ارتبطت باليابانيين. فهي عندهم الزهرة الوطنية. وهي كانت وما تزال تُعتبر إحدى الصور النمطية الغربية عن اليابان والتي تُستحضر عادة، جنبا إلى جنب، مع صور أخرى مثل السوشي وفتيات الغيشا ومحاربي الساموراي. كما أ...

أوديب بين كينوبف و مورو

صورة
في العام 1896، رسم الفنّان البلجيكي فيرناند كينوبف لوحة اسماها المداعبة "أو أبو الهول" واستمدّ موضوعها من رواية للكاتب الفرنسيّ اونوريه دي بلزاك. وفيها يروي قصّة حبّ غريبة حدثت بين احد جنود نابليون ممّن ضلّوا طريقهم في صحراء مصر وبين أنثى نمر. بلزاك في الرواية يسهب في وصف جسد الحيوان المتموّج وحركته الأفعوانية ومداعبته للجنديّ. غير أن كينوبف رسم الحيوان بطريقة غريبة. فالجسد جسد نمر، لكن الرأس رأس إنسان. واللافت أيضا أن الرسّام استعار ملامح شقيقته وأعطاها للكائن الذي يُفترض أنه أنثى نمر. الحيوان الهجين في اللوحة، والذي يشبه سفينكس أو أبا الهول، يظهر وهو يداعب وجه الجنديّ بحنان واضح. الجنديّ نفسه، ذو الملامح الاندروجينية، تبدو تعابيره جامدة ومن الصعب قراءتها. لكن ما الذي يقصده الرسّام من وراء هذه اللوحة الغريبة؟ هذا السؤال أغراني بقراءة المزيد عن اللوحة والرسّام. ووجدت بعض المعلومات المثيرة للاهتمام. في المخيّلة الشعبية، وحتّى في كتب الخيال العلمي والأساطير القديمة، لا تُعتبر المرأة مخلوقا راشدا بالكامل. فهي لا تتحكّم في غرائزها، وبالتالي تشكّل تهديدا وخطرا على م...