المشاركات

عرض المشاركات من أبريل 15, 2012

ديبلوماسية القوزاق

صورة
إحدى أشهر لوحات ايليا ريبين هي لوحته المسمّاة القوزاق يكتبون رسالة إلى السلطان العثماني. وهي عبارة عن إعادة بناء لحادثة وقعت في القرن السابع عشر الميلادي. وقد رسمها الفنّان بعد أن قام ببحث مستفيض في أصل الحادثة التي تستند إليها اللوحة. ومن اجل ذلك سافر كثيرا في أنحاء اوكرانيا وروسيا للتحقّق من تفاصيلها. اللوحة ذات نبرة وطنية واضحة. وهي تصوّر الروح الميّالة للاستقلال والحرب لدى شعب القوزاق. كما أنها تتضمّن شيئا من روح النكتة والدعابة. ويظهر فيها جماعة من القوزاق "لا علاقة لهم بالقوقاز" وهم منهمكون في كتابة رسالة جوابية مهينة للسلطان العثماني محمود الرابع في جوّ من الهتاف والضحك. وكان السلطان قد كتب حوالي منتصف القرن السابع عشر إلى القوزاق رسالة يقول فيها: من السلطان محمود ابن محمّد، شقيق الشمس والقمر، حفيد وكيل الله، حاكم ممالك مقدونيا وبابل وأرمينيا والقدس ومصر العليا والسفلى، إمبراطور الأباطرة وسيّد الملوك الذي لا يُهزم، حارس قبر عيسى المسيح والوصيّ الذي اختاره الله، أمل المسلمين والمدافع عن المسيحيين. آمركم يا شعب القوزاق أن تخضعوا لنا طوعا ودون أيّ مقاومة، وأن تكف...

التاريخ السرّي

صورة
"كان الثلج قد بدأ يذوب في الجبال، و"بوني" كان قد مضى على موته عدّة أسابيع قبل أن نبدأ في إدراك مدى خطورة الحالة التي كنّا فيها". لو قرأت هذه العبارة مرّة أخرى فستكتشف أنها استهلال عظيم لرواية. إنه لا يقول لك فقط أن هناك حالة وفاة، ويذكر اسم الشخص المتوفّى وكم مضى على موته، ولكنّه أيضا يقول إن مجموعة من الأشخاص ليسوا معنيّين بموت زميلهم بقدر ما هم مهتمّون بمصيرهم هم. بعد مرور تسعة عشر عاما على صدور رواية التاريخ السرّي لـ دونا تارت، وبالرغم من كلّ ما قيل وكُتب عنها، ما تزال هذه الرواية تحظى باهتمام النقّاد والقرّاء وما يزال بالإمكان قول الكثير عنها. هناك أشياء عديدة تدفع الناس للإعجاب برواية تارت. لكنّها جديرة بالثناء بشكل خاصّ للطريقة المقنعة التي تتحدّث بها الكاتبة عن دراسة الأدب الكلاسيكي، وكيف يمكن أن تؤثّر قراءة بعض الأعمال الكلاسيكية في القارئ إلى الحدّ الذي قد يدفعه لارتكاب جريمة قتل. والفكرة ليست جديدة تماما. ففي احد أفلام هيتشكوك من حقبة الأربعينات، يتآمر طالبان متأثّران بأفكار مدير مدرستهما الإعدادية، المتأثّر هو الآخر بتعاليم فريدريك نيتشه...