ديبلوماسية القوزاق
إحدى أشهر لوحات ايليا ريبين هي لوحته المسمّاة القوزاق يكتبون رسالة إلى السلطان العثماني. وهي عبارة عن إعادة بناء لحادثة وقعت في القرن السابع عشر الميلادي. وقد رسمها الفنّان بعد أن قام ببحث مستفيض في أصل الحادثة التي تستند إليها اللوحة. ومن اجل ذلك سافر كثيرا في أنحاء اوكرانيا وروسيا للتحقّق من تفاصيلها. اللوحة ذات نبرة وطنية واضحة. وهي تصوّر الروح الميّالة للاستقلال والحرب لدى شعب القوزاق. كما أنها تتضمّن شيئا من روح النكتة والدعابة. ويظهر فيها جماعة من القوزاق "لا علاقة لهم بالقوقاز" وهم منهمكون في كتابة رسالة جوابية مهينة للسلطان العثماني محمود الرابع في جوّ من الهتاف والضحك. وكان السلطان قد كتب حوالي منتصف القرن السابع عشر إلى القوزاق رسالة يقول فيها: من السلطان محمود ابن محمّد، شقيق الشمس والقمر، حفيد وكيل الله، حاكم ممالك مقدونيا وبابل وأرمينيا والقدس ومصر العليا والسفلى، إمبراطور الأباطرة وسيّد الملوك الذي لا يُهزم، حارس قبر عيسى المسيح والوصيّ الذي اختاره الله، أمل المسلمين والمدافع عن المسيحيين. آمركم يا شعب القوزاق أن تخضعوا لنا طوعا ودون أيّ مقاومة، وأن تكف...