المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 27, 2015

البيت القديم

صورة
ممّا يُؤثر عن جبران خليل جبران قوله: إن كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحقيقة لا ترى ولا تسمع". هذه العبارة البليغة ذكّرتني بعبارة أخرى، جميلة هي أيضا وتناسب هذا المقام، قرأتها منذ بعض الوقت، يقول كاتبها أنك عندما تدخل بيتا قديما رحل عنه أهله ستداهمك رهبة غامضة ولن تشعر أبدا انك في العراء. فالبيوت المهجورة ما تزال تنبض بأرواح وأنفاس وملامح الراحلين الذين كانوا يملئونها بالحياة. وما يزال هناك أصوات وآثار وروائح وخُطى. ولا شكّ أن في حياة كلّ واحد منّا بيتا قديما يخبّئ الكثير من الذكريات الملوّنة والقصص الجميلة من زمن الطفولة. قبل أعوام، وكان قد مضى على انتقالنا إلى بيتنا الجديد حوالي عشر سنوات، كنت معتادا على أن ازور بيتنا القديم مرّة في العام متفقّدا ممرّاته وغرفه ومتذكّرا كلّ زاوية فيه ارتبطت بقصّة أو حكاية من الزمن الماضي عندما كنّا نعيش هناك. وكنت كلّما ذهبت إلى هناك تمثّلتُ كلمات أغنية الفنّان الجميل وديع الصافي رحمه الله: يا بيتنا يا موطن الاحرار ، مثل دارك ما تعمّر دار. رجعنا نضوّي سراجك المطفي، ونسمع حكاية جدّنا الخت...