المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر 30, 2012

ذات الخِمار

صورة
بعد سنوات طويلة من النسيان، تحاول السويد بعث الاهتمام بواحد من أشهر رسّاميها الذي عاش قبل أكثر من مائتي عام. كان الكسندر روزلين رسّام الطبقة الأرستقراطية الأوروبّية في منتصف القرن الثامن عشر. وكان عمله مطلوبا من قبل أشهر العائلات الملكية في أوربّا. وما يزال هذا الرسّام شاهدا غير عادي على مجتمع كان فيه الارستقراطيون على علاقة حميمة بالفنّانين والمثقفين. تعلّم روزلين الرسم على يد مواطنه الرسّام جورج إنغلهارد شرودر. لكن بمجرّد أن شعر أنه لم يعد قادرا على تعلّم المزيد من أستاذه، وضع عينه على أوروبّا، وبالتحديد على باريس. وبعد بضع سنوات قضاها في إيطاليا، وصل إلى باريس التي التحق بأكاديمية الفنون فيها. عندما وصل روزلين إلى فرنسا عام 1752، عقد صداقة مع فرانسوا بوشيه الذي كان آنذاك أستاذا في أكاديمية الرسم الملكي. وقد أدّت تلك العلاقة إلى فتح الكثير من الأبواب أمامه، وحقّق نجاحا كبيرا في أوساط الفنّ الفرنسي. وعند وفاته عام 1793، كان أغنى فنّان في فرنسا. أسلوب الكسندر روزلين في الرسم كان مذهلا. وعمله يثبت قدرته على تصوير العوالم الداخلية للشخصيات التي كان يرسمها، كما يظهر...

المحظيّة والسلطان

صورة
بعض اللوحات لا يكفي أن تنظر إليها مرّة واحدة كي تفهمها، بل لا بدّ من معاودة النظر إليها أكثر من مرّة والتمعّن في تفاصيلها الصغيرة لتعرف ما الذي أراد الرسّام أن يقوله. هذه اللوحة للرسّام البولندي فرانشيشيك زيموركو يصوّر فيها جسدا عاريا لامرأة مستلقية ووجهها محجوب عن الناظر. الأقمشة وقطع الأثاث في الغرفة متناثرة هنا وهناك وفي حال من الفوضى. ولأوّل وهلة، لن تكتشف المعنى الكامن في الصورة. لكن بعد أن تدقّق في تفاصيلها قليلا ستدرك أن ما تراه هو عبارة عن مسرح لجريمة قتل مفترضة وأن المرأة فيها قُتلت بناءً على تعليمات سيّدها السلطان. الجمال الايروتيكي للصورة يحجب عن الناظر علامات العنف التي بالكاد يمكن رؤيتها. غير أن هناك سكّينا تقطر دما وآثار دماء على عنق المرأة وعلى إحدى الوسائد. لوحة زيموركو هي نموذج للفانتازيا المرتبطة بعصر الحريم والتي تنعكس في تصاوير العديد من الرسّامين الأكاديميين الأوربيّين. غير أننا نعرف اليوم أن معظم هذه المناظر كانت ثمرة خيال جامح، لأن أيّا من أولئك الرسّامين لم يستطع اختراق هذا العالم المليء بالأسرار والغموض. جاذبية المواضيع الشرقية في الرسم الأوربّي...

عن الصحّة والمرض

صورة
ذهبت إلى المستشفى وفي ذهني عبارة منسوبة إلى الأديب الروسيّ انطون تشيكوف، الذي كان طبيبا أيضا، يقول فيها: لا فرق كبيرا بين الأطبّاء والمحامين. الفارق الوحيد هو أن المحامين يسرقونك، بينما الأطبّاء يسرقونك ويقتلونك"! وعندما دخلت على الطبيب، تمعّن قليلا في نتائج الفحوصات والتحاليل التي أمامه ثم قال: لقد تأخّرت كثيرا. هذا النزيف يثير الانزعاج فعلا. وأقدّر انك بحاجة إلى عمليّتين: الأولى لا بدّ من إجرائها دون إبطاء. ثمّ بعد شهرين على الأقلّ سنشرع في التفكير في الجراحة الثانية". خلال السنوات العشر الأخيرة، وباستثناء مراجعتي المنتظمة لطبيب الأسنان، لا أتذكّر أنني زرت مستشفى أو رأيت طبيبا. ولطالما آمنت بأن الأطبّاء، أو معظمهم على الأصح، لا يحلّون مشاكل المرضى، وإنّما يضيفون إليها مشاكل جديدة. كما أنني ممّن يؤمنون بأن الزمن أفضل معالج، وبأن كلّ إنسان هو، بمعنى ما، طبيب نفسه، وأنك كلما فكّرت اقلّ بصحّتك كلّما كان ذلك أفضل، لأن الانشغال أكثر مما ينبغي بأمور الصحّة والمرض قد يتطوّر إلى نوع من الهاجس أو الوسواس الذي يحرم الإنسان من الاستمتاع بمباهج الحياة. قلت للطبيب: إذن أنت...