أساطير إيسوب
توظيف الحكاية أو الأسطورة لإيصال فكرة أو عبرة أو درس ما أسلوب أدبيّ قديم. وأهميّة هذا النوع من السرد القصصي انه يحاول غرس قيمة أخلاقية أو التأكيد على واجب اجتماعي أو حقيقة سياسية. وهو في المحصّلة النهائية تمثيل للنوازع الإنسانية بغية تحسين السلوك وتهذيب الأخلاق من خلال وضع الكلام على ألسنة الحيوانات والطيور وأشجار الغابة.. إلى آخره. ويقال إن مؤلّف كتاب كليلة ودمنة قصد من وراء تأليف كتابه المشهور أن يتوجّه بالنصح إلى الملك فأجرى نصائحه على ألسنة الحيوانات والطيور. وهو أسلوب رمزي بارع رمى من ورائه إلى تجنّب ما يمكن أن تجرّه عليه النصائح المباشرة والصريحة من متاعب ومشاكل مع الحكّام والولاة. ويعتبر ايسوب الإغريقي رائد هذا النوع من القصص الخيالية بلا منازع. ولا يُعرف الكثير عن حياة هذا الفيلسوف الكبير. لكنّ المؤرخين متفّقون على انه ولد عبدا، لكنه استردّ حرّيته فيما بعد واستطاع أن يحوز الكثير من الشهرة والصيت بفضل أساطيره الفلسفية المعبّرة. وقد سافر إلى العديد من البلدان حتى انتهى به المطاف ضيفا على بلاط ملك ليديا الذي رعاه واحتضنه بعد أن توسّم فيه الكثير من إمارات النجابة والذكاء. الحكايات...