العاطفة والخرافة مقابل العلم والعقلانية
هل انتقلت مجتمعاتنا، فعلا، من طور العشائرية والتقليدية إلى طور الحداثة والتمدّن؟ عندما نتمعّن في نسق الممارسات الاجتماعية وأنماط التفكير السائدة في مجتمعاتنا سرعان ما نجد أن الناس ما زالوا إلى درجة كبيرة مشدودين إلى الماضي وغير قادرين على مسايرة التغيّرات الجديدة التي يضج بها العالم من حولنا. تأمّلوا هذا التقديس الغريب لأفكار وآراء شخص مثل بن تيمية الذي عاش قبل أكثر من سبعمائة عام. ومع ذلك ما يزال الناس في بلادنا يستنطقون كتبه وينقبون في فتاواه بحثا عن حلول لمشاكل وتعقيدات نواجهها ونحن في القرن الحادي والعشرين! وحدنا نحن من بين كافة الأمم من نفتّش في الرمم وننبش قبور الأموات لاستنطاقهم وطلب العون منهم. وهذا بحدّ ذاته دليل على جهلنا وخيبتنا وبعدنا عن العقل. مع انه لو ُبعث بن تيمية هذه الأيام لاستلقى على ظهره من شدّة الضحك وهو يرى هيام البعض به وتقديسهم لتراثه مع ما فيه من تشدّد وغلو وتكفير.. في المجتمع الحديث لا نرى مثل هذا الهوس المرَضي بالماضي. فالناس قد يتمسّكون ببعض الأمور والمظاهر التقليدية لكنهم لا يصبحون عبيدا لها، كما تتوفر لديهم روح الاقتحام والجرأة التي تمكّنهم من التخلّص من ا...